الاندية وهمومها المالية
المال هو العصب الرئيسي لما وصلت إليه الرياضة من تطور هائل، فكثير من الاندية تعيش قلقاً مادياً يعيق طريق تقدمها وازدهارها، ومن الموكد أن عدم توفر الامور المالية من أهم المشاكل التي تواجه الاندية الرياضية في تنفيد خططها الحاضرة والمستقبلية.
لذلك أوكد على ضرورة تقديم كافة أشكال الدعم المادي والمعنوي للأندية الرياضية التي أخذت على عاتقها التصدي لمهمة رعاية فئة الشباب وتنمية مواهبهم وحفظهم من الأخطار والآفات سواء كان ذلك من المؤسسات الرسمية أو القطاع الخاص.
وكثيرا من الاندية جمدت الكثير من العابها لقلة الدعم، واخرى لا نعرفها ولا نلمس لها اي نشاط طيلة العام ولا نعلم عنها شيئا الا وقت انتخاب هيئة ادارية جديدة.
وهناك دعم تقدمه الرئاسة العامة لرعاية الشباب للأندية سنوياً ، ولكن لا يكفي لسد ولو جزء بسيط من متطلبات كافة فرق ذلك الأندية بكل فئاتها السنية.
تقدم الرئاسة العامة لرعاية الشباب الدعم المادي سنوياً للأندية المساهمة في إقامة نشاطاتها وصيانة أبنيتها، ونظراً للعدد الكبير جداً من الأندية على امتداد أرض الوطن ، فإن هذا الدعم سيظهر بالتأكيد على أنه غير كاف أو قليل.
فنحن مثلا كنادً متفوق في معظم العابه فإن المبلغ الدي نحصل عليه من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب لا يغطي نفقات ومصاريف الفرق ورواتب المدربين واجور العاملين وصيانة الملاعب والسيارات ووغيرها من فواتير الكهرباء والتلفون والانترنت.
بشكل عام الدعم المقدم للأندية لا يتناسب مع احتياجات الاندية لتغطية نفقاتها خاصة أن ثقافة المكافآت المادية والعقود الداخلية واللاعبين المحترفين، فأصبحت المادة تسيطر على أذهان اللاعبين الصغار وأولياء أمورهم، فما بالك باللاعبين الكبار في الفريق الأول سواء كانوا محترفين او هواة ، إذن المعادلة مختلة وتحتاج إلى وقفة جادة من المعنيين بالشأن الشبابي بشكل عام والرياضي على وجه الخصوص.
ولحل هذه المشكلة نحتاج الى وضع الأسس الصحيحة لزيادة الدعم وإيصاله لمستحقيه ، اعتقد انه لا بد من توحيد المظلة المعنية برعاية الشأن الرياضي في المملكة، لأن الأندية التي تعتبر الأساس في رعاية الشباب وصقل مواهبهم وتقديم المميزين منهم لتمثيل الوطن هي الآن تعيش شح في الإمكانيات المادية.
وأما الأندية والمتطوعون لإدارتها يعانون أشد المعانة في مواجهة المتطلبات الكثيرة دون التفاتة حقيقية ومسؤولة من القطاع الخاص الذي لا يتلقى التشجيع للقيام بدوره في دعم الاندية الرياضية الامر الذي يحتاج لتشريعات مدروسة لهذه الغاية.
اما من الناحية الثقافية والاجتماعية فان نادي الابتسام هومن ضمن الاندية التي تعمل من اجل الوطن وشبابه ويقع عليه أعباء ثقافية واجتماعية تلزمه بالقيام وتنظيم ندوات ثقافية واجتماعية لأبنائه اللاعبين ومنسوبي النادي كافة في شتى المجالات ، ويقوم بدور اجتماعي فعال في توعية الشباب ضد العنف والابتعاد عن العادات والسلوكيات السيئة وكذلك يقوم بالتعاون مع جهات حكومية من خلال المشاركة الفعالة في اسبوع المرور- اسبوع الشجرة – كشافة الحج - تنظيف الشواطئ والمساجد - زيارة المرضى، حيث تبلغ تكلفة الانشطة الثقافية والاجتماعية الكثير من المال سنوياً.
ويعاني النادي من محدودية الدعم المالي، عدم وجود صالة تدريب قانونية للعبة كر الطائرة واليد والسلة رغم أن فريقي كرة اليد والطائرة يلعبون في الدوري الممتاز، ملعب قانوني لكرة القدم أو ملاعب خارجية للألعاب الاخرى المختلفة بشكل قانوني وصالحة للعب، ويتدرب لاعبين فريق الطائرة و اليد في صالة المغفور له بأدن الله صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبد العزيز في محافظة القطيف بواقع مرتين اسبوعيا وهدا لا يكفي ، ومن وجهة نظري اعتقد انه يجب ان يكون الحل بتقديم الدعم المميز الاضافي للأندية التي تحقق النتائج من خلال مشاركتها بفعاليات في المسابقات المحلية والخارجية المختلفة.
واضيف بانه يجب اعفاء الاندية التي لا تملك مقرات من فواتير الكهرباء، والماء ،والتلفون، والانترنت ،والعمل على ايجاد آليه لدعم الاندية من خلال تحفيز الشركات الكبيرة على رعاية الاندية التي لها العاب في الدوري الممتاز، والتنسيق مع التلفزيون لبث مباريات الاندية لإيجاد دعم تسويقي من خلال البث التلفزيوني وتخصيص قطع اراضٍ من البلديات او من الدولة بشرط استخدامها بمشاريع تخدم المجتمع المحلي وبنفس الوقت تدر دخلا ثابتا للأندية الرياضية.
أن نادي الابتسام يعتبر من الاندية العريقة على مستوى المنطقة وينتسب الى (9) اتحادات رياضية حيث لا تالو ادارة النادي جهداً في الاهتمام بالألعاب الرياضية الى جانب المسؤولية الملقاة على عاتق النادي.
ان الابتسام يعج بالمواهب الواعدة التي بحاجة لمن يرعاهم ويوفر لهم الاجواء المريحة والمثالية لممارسة انشطتهم وهواياتهم بما يلبي طموحاتهم ورغباتهم ، لكن تبقى المعضلة في توفير الدعم المادي الكافي لتنفيذ تلك الانشطة وانجاحها بالصورة المأمولة التي تعود على الشباب والوطن بالنفع والفائدة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها النادي ماديا.
ان الدعم المادي الذي تقدمه الرئاسة العامة لرعاية الشباب للأندية لا يلبي الطموح مقارنة بالأنشطة التي يتم تنفيذها من قبل الاندية التي هي بالأصل تعاني الامرين لتأمين مستلزماتها ، وهذا بالتالي ادى الى تعقيد امور الاندية وكان له مردود سلبي على تنفيذ خطتنا السنوية والتي بدورها تضمن العديد من الانشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية الى جانب عرقلة تحضير فرقنا الرياضية لكافة البطولات الرسمية والتي هي بأمس الحاجة لهذا الدعم رغم قلته ومحدوديته.
وأؤكد ان قلة الدعم المادي اسهم بدرجة كبيرة في تراجع مستوى بعض الالعاب الرياضية في الاندية، ونحن في نادي الابتسام عانينا بخصوص لعبة الدراجات الذي تراجع فيها مستوى فريقنا الى مراتب جعلتنا في حيرة من امرنا وبدأنا جدياً التفكير في تجميد هذه اللعبة الاولى التي كانت وما زالت تستنزف ميزانية النادي وسط غياب تام لمؤسسات القطاع الخاص بشركاته ومؤسساته ومصانعه التي تنتشر على مساحة كبيرة من المحافظة، لكن في ضوء سلبية هذا القطاع اتجاه الشباب وضعف الدعم الذي تقدمه الرئاسة العامة لرعاية الشباب يجعل الاندية لا تستطيع ان تقوم بالدور الايجابي الذي يجب ان تقوم به لاحتضان الشباب الذين هم عماد الوطن ومستقبله.
وأوضح باننا ورغم هذه المعاناة التي نعيشها الا اننا نعمل بجهود مضنية للنهوض بالألعاب الرياضية والنشاطات الثقافية والاجتماعية وتوفير البرامج الهادفة لمختلف شرائح الشباب الذين نتبناهم داخل اروقة النادي بفضل جهود شخصية من ابناء النادي المخلصين، ولكننا بحاجة الى عمل مؤسسي يضمن لنا الانفاق على انشطتنا والعابنا الرياضة من خلال ايجاد ودعم مشاريع استثمارية تغني الاندية عن مد يد العون لطلب معونات لا تسمن ولا تغني من جوع ، وهذا طبعاً بحاجة لحملة وطنية جادة من المسؤولين وابناء الوطن الغيارى ليبقى الوطن كما اراده القائد الملك المفدى أطال الله في عمره وحفظه من كل سوء.
جميع هذه الأمور باتت تشكل خطراً على مشاركات الأندية ومشاريعها المستقبلية، وأصبحت بحاجة إلى وقفة سريعة لإيجاد الحلول المناسبة ، لان الدعم المالي المقدم لا يكفي بل هو دعم خجول جداً ولا يلبي الحد الادنى من الطموح.
ونتمنى ان تعيد الرئاسة العامة لرعاية الشباب سياستها في ذلك خصوصا أندية الدرجة الثانية والثالثة وترفع من قيمة الدعم المالي حسب فعالية النادي وعدد العابه ونشاطاته ، وايجاد مشاريع استثمارية دائمة تدر الدخل على الاندية، ودعوة القطاع الخاص، ومساهمة الاتحادات الرياضية في الدعم اذا ارادت فعلاً ان يكون لهذه الاندية دور في خدمة الشباب وتقدم الحركة الرياضية في مملكتنا الفتية.