الصراحة راحة
تسببت الهزائم المتكررة لفريق كرة اليد في حدوث حاله من البلبلة والتنافر وعدم الرضاء للجماهير، مما أثار حفيظة كل فرد أن يقرأ بلغته وفكره واصبح الحال السائد مجال للفلسفة والفذلكة لخلفية اكثر سوادية كامنة بداخلنا من بداية الموسم حتى هذه اللحظة وذلك بسبب الروح الانهزامية والاداء المتواضع من أبنائنا اللاعبين تتركز خلاصتها في تجاربنا ومعارفنا يتجالاها الصمت والمجاملة فتخرج التعبيرات المنفعلة المثيرة للجدل, ربما نفتقد للصدق والصراحة مع انفسنا ومع غيرنا، ولكن الصراحة راحة.
طالبت الجماهير أدارة النادي إنقاذ الفريق والعمل على تصحيح الأخطاء وعلاج السلبيات قبل نهاية الدوري لنحظى ببصيص من الامل في البقاء حيث رفضت أعداد غفيرة مبررات الجهاز الفني والاداري ورفضت مسكناته خاصة وأن الفريق لعب حتى الآن أمام فرق متواضعة من اندية الدوري الممتاز وجاءت النتائج مخيبه للآمال وعلق البعض على ضعف الصفقات مقارنة بصفقات المواسم الماضية.
وأوكد للجماهير أن الهزائم المتكررة دروسا لنا, وقفة من وقفات العمر التي يجب الا تطول، هي مرارة تجرعتها معظم الاندية لكن اليأس والخوف والبقاء عليها هي المعضلة، فالعاهة لا تقعد الشجاع، والهزيمة يجب ان تكون لبنة لبناء جديد يقوم على الأخطاء السابقة التي ادت الى الخسارة ومعرفتها بشكل صحيح ومعالجتها بشكل مريح وتجاوزها، ربما تكون بمثابة الحجرة التي لا تكسر الظهر بل تقويه وتجعله أصلب وأمتن على التحمل.
علينا أن نعي أسباب هذه الهزائم ونسعى جاهدين إلى تجاوزها بإسقاط مجموع هذه الأسباب السلبية التي أدت إليها، ثم نحدد لها مسارا مغايرا لا يقع مرة أخرى ضمن منطقة هذا التأثر، وليس في الهزيمة عيب، ولكن العيب وكل العيب أن نرضى بهذا الهزائم ونقتنع بأنها نهاية الأجل أو خاتمة المشوار.
الخسارة كالفوز تماما ليس دائم الوجود فهو يعتمد على مسببات وظروف مساعدة ليظهر أو يتحقق, أن مفتاح الهزائم كثيرة جدا والاهم هو مجاملة ومحاولة أرضا كل شخص أعرفه، فهناك فرق كبير بين المجاملة والنفاق وبين التراجع والهروب، وأن الضعيف والمتخاذل يقول أن الفوز مجرد عملية حظ لذلك أما يفكر دون تنفيد أو ينفد دون تفكير.
كلنا نعرف ان الامس شيك تم سحبه والغد شيك مؤجل أما الحاضر فهي السيولة الوحيدة المتوفرة وعلي أن أصرفه بحكمة وحنكة ودراية، وان نهاية الاشياء ليست نهاية العالم.
أخي اللاعب: حينما تشعر بالضياع ابحث جاهدا عن نفسك سوف تكتشف بأنك موجود وأنه من المستحيل ان تضيع وفي قلبك أيمان بالله ثم عزيمة صادقة لا تلين وحبا كبيرا لبلدك وناديك.
ليس عار عليك أن تنهزم وان تحاول ان تفوز، فقطرة الماء تثقب الحجر لا بالعنف لكن بتواصل السقوط أي ببذل مزيدا من الجهد والعمل والتضحية, ربما لا تملك الحب ولكننك تملك الانسانية، ربما لا تملك القدرة على اسعاد الجماهير, ولكنك تستطيع أن تبعد عنهم اشواك الالم والحزن.
هناك الكثير من الأمثلة التي تعد ولا تحصى على فرق سقطوا وفشلوا في تحقيق أهدافهم ولكن استمروا في ارادة الحياة واصبحوا اليوم من أفضل الفرق كفريق يوفنتوس قبل ثلاث سنوات كان في المؤخرة واليوم اصبح بطل الدوري في ايطاليا، لأن عظمة اللاعب تظهر عندما يسقط وينهزم ويعرف كيف ينهض وإذا ما علم سبب سقوطه وفشله وفهم كبوته سنرى نهوضه عظيما وتعويض نقصانه يتحول نحو الكمال وهزيمته تتحول الى فوز وانتصار واللاعب الضعيف صاحب الروح الانهزامية الغير واثق من نفسه الذي يستمر في الخسارة هو كالجبان يموت كل يوم، ولكن الشجاع لا يموت إلا مرة واحدة.
الادب والاخلاق ثوب الروح فكيف يستطيع الانسان أن يتخلى عن اناقته, أن الرفيق الوحيد الدي لا يخذلك مطلقا هو أنت فالأمل تصنعه الارواح القوية المثابرة فلا تكون ضعيفا يهزمك الياس.
ان الحب الدي لا يترجم بأفعال ما هو الا مضيعة للوقت وان اكثر الناس دنأ هو الدي أعطاني ظهر
ه وانا في امس الحاجة الى قبضة يده.
ان المتفائل انسان يرى ضوء غير موجود والمتشائم احمق يرى ضوء ولا يعرفه, انه يمكنني أن انجز ما هيئات عقلي له واعددت نفسي لفعله فقط عندما لا أدع الاخرين يجعلونني لا استطيع ذلك فما تؤذيه من عمل جيد في التمارين ينعكس على أدائك إيجابيا في المباريات الرسمية والعكس صحيح فمن جد وجد ومن طرق باب ولج.
عندما تشعر انك فشلت يكفيك فقط أن ترفع رأسك وتحدق الى السماء سيتسلل شيء من نورها الفياض يعيد للحلم إشراقته ويتسرب طيف الحنان ليلامس القلب يملأه وقودا يحقق حلمه، وجدير بنا أن نعي أنفسنا وكما قلتِ أن نرفع رؤوسنا إلى السماء بشموخ ونملأ رئاتنا بهواء جديد لتخلق طاقة جديدة من الدفع في عروقنا نتمكن بها من تحقيق القفزة التي تتجاوز هذه الهزائم وتطويها الى الابد ومن غير رجعة.