المسامح كريم
قال تعالى: وإن تعفو أقرب للتقوى. وقال صلى الله عليه واله وسلم: أفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفوعمن ظلمك.
النفوس الكبيرة وحدها تعرف كيف تسامح وقيل من ثمارهم تعرفهم، هل تجني من الشوك عنباً، أم من العوسج تيناً. التسامح يجعل عب الحياة أقل ثقلا مما هي عليه، ويخلق ايضا عالما نمنح فيه حبنا لأي إنسان فهو اقصرطريق إلى الله عزوجل. هوافضل علاج يسمح لنا بل يشعرنا بالترابط والتاخي في كل أمورالحياة، له القدرة على علاج حياتنا الداخلية والخارجية، فبوسعه أن يغيرمن الطريقة التى نرى بها أنفسنا والاخرين، وايضا كيفية رؤيتنا للعالم من حولنا، فهو ينهي بصفة قاطعة وللابد الصراعات النفسية الداخلية والخارجية التى عان منها الكثيرون منا وكانت بداخلنا في كل لحظة من لحظات حياتنا.
ولكي نعد قلوبنا وعقولنا وانفسنا للتسامح يلزمنا أن نتوقف عن القاء العتاب واللوم وتصيد أخطاء الاخرين، فعندما نصاب بهزيمة اوأنكسار، علينا الوقوف جنبا الى جنب وتشجيع بعضنا البعض، فالعتاب والملامة لا تعيد لنا الفرحة ولا البسمة التي نرجوها والفوز الدي نتمناه. بل العتاب واللوم سيولد حالة من الغضب والتنافر نحن اصلا في غنى عنه.
فالتسامح هوالطريق الى تحقيق ألالفة والمحبة والى ما نسعى ونصبو اليه، فهو يحررنا من احتياجتنا ورغباتنا في تغيرالماضي، فعندما نسامح ونعذر ونتعذر تلتئم جراح الماضي وتشفى الصدور، وفجاة ندرك ونرى حقيقة الحب ولا شئ أخر سواه. فكردائما في العواقب عندما تعاتب وتلوم الاخرين، فما نحسبه في مثل هده الاوقات يعوقنا ان نجرب التسامح والتساهل فيضاعف شعورنا بالغضب ونصبح من الباحثين عن اخطاء الغير، بل نلوم العالم كله تعبيرا عن الغضب وعدم الرضا.
فعلينا أن ننسى الماضي بكامله بافراحه واتراحه بقناعة وارادة تامة، وان نعالج عقولنا وقلوبنا وارواحنا بانه سيكون لدينا مجتمع حضاري يركزعلى صفة التسامح والتعاون والتشاوراكثر من المنافسة المنقوصة والسلبية، عندما نشرع في التعبيرعن القلوب النقية الصافية المتسامحة ويحدث دلك عن قناعة ورضا، سنؤمن بان التسامح طريق الخير قادرعلى خلق المعجزات.
التسامح يعني الصفح والمسامحة عمن اخطا عليك أوتجاوز حدوده. الانسان خطاء وكلنا نقع في الخطأ، ان من يسامح الاخرين على ما ارتكبوه سيسامحه الله يوم القيامة، ومن لا يسامح لا يسامحه الاخرون، فهو الوسيلة المثلى التي نرجو بها رحمة ربنا. فالمفهوم بهدا الاعتبارذو قيمة اخلاقية عظمى وانتصارلروح الخيرفي النفس الانسانية على روح الشروالاستجابة لنزعات الشيطان، فالتسامح اساس لحكم علاقة الناس مع بعضهم البعض.
ان الدنيا دار زوال فخذ منها رفيقا قد ينفعك في آخرتك، فالرفيق هو الذي يعفو عن اخيه ولا يحمل له اي ضغينة اوحقد، ابدأ بالتسامح الان واول من تسامح نفسك. فالعمل الاجتماعي التطوعي يحتاج منا الى الصبروالمثابرة والتسامح والتعاون والتشاوركي نستطيع تحقيق ما نسعى ونصبوا اليه.
بعض الجروح ان جت من اغراب عادي، الجرح موت، الجرح لا جا من الأحباب.