ضوء              ضوء               ضوء                ضوء              ضوء                                                           

هكذا استيقظت و أنا أنظر إلى سقف ممر المستشفى و الأطباء و الممرضين وهم يأخذوني إلى غرفة العمليات الجراحية, وعند دخول الغرفة ما هي إلا ثواني ورجعت إلى النوم .

استيقظت في عتمة الليل و كان بجانبي أبي و قد تبين من شكل عينيه الغريب أنه سهر بجانبي طوال الوقت, بني هل أنت بخير؟ هذا ما قال لي أبي, فقلت: لم أكن في حال أفضل من قبل في حياتي, فرد علي باستعجاب: هل حقاً أنت بخير أم أنك تمزح ؟!!

مسكين أبي لم يعلم ما الذي حصل لي. لا يا أبي لقد تعلمت درساً لن أنساه, هكذا قلت, و كان يريد أن يقاطعني بـ: ما الذي حصل ؟ لكني قلت له: لا تقلق, الذي حصل أنه في غدوة اليوم تعرضت لسرقة من أحد المشاة في الشارع فتمنيت أن يكون هنالك أحد يساعدني في التملص من هذا الشبح الذي كان يطاردني أو يطلب لي المساعدة, ولكن للأسف لم يكن هناك أي أحد يحقق لي مطلبي, لم أنجح في الهروب منه لكن حاولت مقاومته فقام بإخراج سكين فطعنني به عدة مرات, رد أبي مستنكرا: وما الدرس الذي تعلمته ؟؟

قلت له: من قبل عدة أيام قبل أن يحدث لي هذا الحادث رأيت نفس الموقف لشخص كان في نفس موضعي يتعرض للنهب من قبل شَخص آخر فترددت في أمره, ولكن استجمعت حبال أفكاري وقلت لنفسي: ما لي أنا به إن أمره لا يعنيني, و في اليوم التالي سمعت أنه نُقل إلى المستشفى و هو في حالة خطرة .

فكما لم أحاول أن أهتم لأمره حتى أراد الله أن يعلمني درساً قيماً, فكما جرى عليه جرى عليَّ .

                                                                                              حسين حميد أمان