فوزي أمان * المركز الإعلامي  12 / 10 / 2010م - 10:07 ص

استبشرت النفس ورقصت طربا و فرحا وابتهجت وهدأت وخلا الجو يوما من رياح وعواصف شديدة وسكن الكل في هدوء وطمأنينة ينتظر الفرح فلا نيزك يعكر صفو المحبة  بين الحبيبين  لليلى وكل من يعشق ليلى فهما كالقمر والشمس فكل واحد منهما عبر بصدق وأمانة عن ما بداخله من كلام حلو ومر غايته إثبات الوجود فقد بدء القمر قائلا للشمس وهو يتظاهر بالكبرياء والعظمة والشموخ والأمل والتفاؤل :

كل يدعى وصلا بليلى وليلى تحبهم جميعا.  أما رأيت العشاق على الأرض كيف يفتتنون بالقمر فيصف العاشق معشوقته به ويرى في ضوء القمر رغم ضعفه سمير ليله وداعيا لشجونه.

أجابت الشمس بثقة ذلك يعد خطأهم وليس صواب تشبههم فأنت أجوف تع جهد غيرك بخلافي أنا التي احرق نفسي لأدفئهم بحرارتي واغمرهم بحنوي وأضيء عالمهم بوهجي. فكـأنهم حين يشبهون حبيباتهم بالقمر يصرحون أن محبوبتهم فعلاً جميلة ولكنها جوفاء  مخادعة متقلبة . 

جزع القمر لثقة الشمس في نفسها فقال أما رأيت أن لوني ابيض زاهيا  والبياض يعطي طمأنينة وراحة البال بينما لونك أصفرا مخادعا يتغير بين درجات الاصفرار في اليوم عدة مرات يحمل بين شعاعه الخداع والمكر وعدم الثقة بالنفس الأمارة بالسوء.

قالت الشمس أرجوك لا تتكلم على التقلب والتغير فما رأيت مثلك متقلب المزاج  فأحياناَ  تظهر لهم كاملاً  وجميلا وأحياناً تشعرهم بنقصك وأحياناً لا يرون لك أثر تجتهد في إظهار جمالك  وما أن تصل إلى قمة الجمال  حتى تفقد حماسك و رونقك وتنسحب كأنك لم تكن  شخصيتك الضعيفة أفقدتك الجاذبية والثقة بالنفس.

اهتز القمر من إجابة الشمس ولكنه صمد قائلا أما رأيت كيف أنهم لا يملون النظر إلى ولذلك كنت صنو أحبابهم وبديلا عنهم في غيابهم بينما أنت لا يستطيعون النظر إليك إلا نظرة خاطفة ثم يغضون عنك وقد شعروا بألم وحزن من نظرهم أليك.

أجابت الشمس ضاحكة وهل هذا عيب فيّ  يا لغبائك فوصفك هذا للشمس شهادة منك على عفتي وإبائي وسمو أخلاقي  فلا يرا ني أحد ولا أسمح لأحد أن يحدق بي ولو حاول ذلك لأصيب بالعمى أما رأيت أنه حتى الآن لم يصلني إنسان ولو وصل لأحترق بخلافك أنت أيها القمر الذي سبق أن وصل إليك ومشوا على أرضك ودنسوها بأقدامهم وأعلامهم  أليس ذلك دليل على العفة والطهارة.

قال القمر وقد ثارت أعصابه من عدم مقدرته على أخذ دفة الحوار ألا ترين أنك بعيدة لذلك هم يبتعدون في التشبيه عنك فمن يشبه حبيبه بشئ بعيدا عنه آلاف السنين.

قالت الشمس لا أحب محاورة الأغبياء والعصبين و المتمردين ومن يتسلقون على ظهور الآخرين نعم أنا بعيدة ولكن رغم ابتعادي أميال ودهور ضوئية وصوتية إلا أن باستطاعتهم الشعور والإحساس بي وأمد أجسادهم بعناصر البناء وأزودهم بالصحة  والعافية رغم قسوتي أحياناً عليهم  ولكن أنت أيها القريب ماذا فعلت أدفئت يوما من برد الشتاء أأعطيت أجسادهم يوما ما يحتاجونه من فيتامينات أطهرت مساكنهم يوما من جراثيم وميكروبات  طبعا لا فأنت بدون فائدة حقيقة ولا معنى لهم.

أنت أيها القمر لا تستطيع أن تعالج نفسك أنظر إلى وجهك كيف هو ملئ بالبثور والأخاديد والتي تخفيها بأن تقبع خلف السحب كما تخفي نساء أهل الأرض بثور وجوههم بأدوات الماكياج ولكن تفضحك أيام صفاء السماء فتظهر ما تحاول أن تخفيه ولا أدري كيف ترضي المعشوقة أن تشبه بوجه كوجهك كله حفر وأخاديد كوجه عجوز في آخر عمرها إن أرادو أن يشبهوا فليشبهوا بي فأنا مركز لكل شئ كلكم أنت والأرض وكل الكواكب تدورون حولي مهما أبتعدتم عني فأنتم مرتبطون بي لا تستطيعون التوقف عن الدوران حولي فليشبهوا بي لأني أنا الشيء وأنت بالنسبة لي لا شيئ فوجودي هو الأول وأنت تذكر كتابع لي لم تتقدم على في أي موضع كان.

وهنا أثناء النقاش الهادئ بينهما جاءهم أصواتا قادمة من الأرض والسماء متعددة الأدوار حبيبتي أنت كالقمر هنا أحس القمر أن هذه الأصوات أتت منقذة له فقال وهو ينهي النقاش نعم أنت كما تقولين ولكن لن تأخذي مكاني أبدا في نفوس العشاق وسمار الليالي فتوارت الشمس غاضبة حانقة من القمر وممن أسماهم القمر سمار الليالي وعشاق لليلى. فنصيحتي وحبي الجامح الذي يفيض حبا وحنانا لكل من يعشق ليلى العمل، بروح واحدة وصبر وجد واجتهاد والتعامل بمصداقية وحب وأمل لتلافى جميع ما يعكر صفو المحبة لخدمة بلدنا ونادينا الحبيب فالنادي منكم واليكم وبكم وبآرائكم سوف نحقق ما نسعى ونصبوا إليه من بناء بنية أساسية وتحقيق نتائج ايجابية . 

وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير والصلاح وصلى اللهم على محمد واله الأخيار.
                                                               

                                                                   فوزي أحمد أمان
                                                          رئيس مجلس إدارة نادي الابتسام