ومن الحب ما قتل

ومن الحب ما قتل

قاعدة معروفة يتداولها الرياضيون ولكن دون ممارسة حقيقية على أرض الواقع، وهي تواضع عند الفوز وابتسم عند الهزيمة، وحسن الأدب رفعة ولو أخطأت وسوء الأدب منقصة ولو أصبت، وإذا ابتسم المهزوم فقد المنتصر لذة النصر.

الرياضة فن وذوق وتعامل واخلاق ولعب ومنافسة شريفة، نتواضع عند الفوز ونبتسم عند الهزيمة، فلا تجعل الرياضة سبباً للنزاعات والخلافات والحزازيات، فالرياضة وجدت للمتعة وللصحة والفائدة، تجمعنا ولا تفرقنا، فهي في كل مكان وزمان للإخاء شعار.

من خلال متابعتي لمباريات الفريق الأول لكرة القدم في دوري هذا العام. أجد نفسي وبأمانة عاجزاً في الوفاء حتى ولو بكلمة نصح لأبنائي اللاعبين، ويكدرني ما حصل من فيض وغيظ في المباراة الاخيرة مع أشقائنا المنافسين لنا فريق الخويلدية، لاحظت الكثير من أولادنا اللاعبين في أرض المعلب الذين فقدوا التركيز بسبب جدالهم مع الحكام، مما سبب خسارتهم المباراة المهمة للتأهل للدور الثاني، ولأنفسهم أيضاً بالطرد خارج الملعب، فمن الحب ما قتل.

علينا نسيان الماضي والعمل بجدية متناهية والتخطيط السليم المدروس لمستقبل أفضل لهذا الفريق الشاب والطامح، علينا ضبط النفس والابتعاد عن كل ما يعكر صفو المباريات، علينا فهم وتنفيد خطط المدرب التكتيكية بالشكل الصحيح والمطلوب، علينا التحكم في الاعصاب وعدم النرفزة والالتزام بالهدوء والتركيز، علينا تجنب الكروت الصفراء والحمراء فعواقبها وخيمة على اللاعب والنادي من خلال الطرد وتحميل النادي غرامات مادية هو في الاصل غنياً عنها، بل أكثر من ذلك سمعة اللاعب والنادي التي تهمنا جمعياً.

لقد عملت الادارة بقيادة رئيسها واعضاءها الأجلاء كل ما في وسعها من توفير الامكانيات المعنوية والمادية للفريق، ولكن قدر الله وما شاء فعل، لم نوفق بسبب الاحداث التي صاحبت المباراة واضاع لاعبينا كل شيء، وأصبحنا خارج النطاق والتغطية، ننتظر الموسم القادم على أحر من الجمر.

إذا اردنا التفوق واستمرار الفريق في المنافسة الشريفة في الدوري القادم، علينا الاصرار والعمل الجاد بروح الفريق الواحد، علينا الاجتهاد في التمارين ومواصلة المشوار بعزيمة صادقة، علينا تجنب السهر والغياب والتزام بقوانين اللعبة والتعامل بالأخلاق الحسنة وخلق بيئة صحية يسودها الحب والآلفة والتعاون والاحترام المتبادل بين اللاعبين والجهازين الفني والاداري.

على الجهازين الفني والاداري محاسبة النفس ومحاسبة المقصرين من اللاعبين ووضع خطة عمل للفريق من ألان، وعلى إدارة النادي الاجتماع مع الجهازين الفني والاداري ودراسة هذه الخطة ومتابعة كل صغيرة وكبيرة وتوفير كافة متطلبات ما يحتاجه الجهازين الفني والاداري ليكون النجاح والتوفيق حليفنا في الايام القادمة.

إن من اهم أهداف مجلس الإدارة تحقيق النجاحات والفوز بالبطولات سواءً كان على مستوى كرة القدم أو غيرها من الالعاب الاخرى. نحن في هذا اليوم بحاجة ماسة ورغبة أكيدة صادقة إلى تكوين إدارة رياضية واعية تمتاز بالفكر الإداري والرياضي والتخطيط المستقبلي لكل فرق النادي الرياضية، ومحاولة بناء علاقات جادة مع الحكام واستدعاء البعض منهم لألقاء محاضرات عن قانون اللعبة ومستجداتها.

أذا أراد المدرب الفوز عليه بإتباع هذه المقولة إلى روسبروت (عندما أقوم ببناء فريق فإني أبحث دائماً عن أناس يحبون الفوز، وإذا لم أعثر على أي منهم فأنني ابحث عن أناس يكرهون الهزيمة) يجب عليك خلق ثقافة الفوز عند اللاعبين ثم أن يكون لك القدرة على تحفيز اللاعبين وشحذ هممهم ومعرفة عطاء وقدراتهم التي يتمتعون بها من خلال التمارين والمباريات الودية ومعرفة أيضاً القراءة الفنية للفريق الخصم عن طريق تحديد نقاط الضعف والقوة.

على المدرب إيجاد الخطط المناسبة التي يستطيع اللاعبين تنفيذها والإلمام بها، وان يختار كابتن الفريق المناسب الذي يحظى باحترام وقبول من جميع اللاعبين ليكون القائد والموجه في أرض الملعب والرابط الحقيقي بين الجهاز الفني واللاعبين خلال المباريات لتنفيذ الخطط وتهدئة اللاعبين وحثهم وتشجعيهم على الفوز.

والأهم أن يتحلى إداري الفريق بالهدوء وضبط النفس والفهم والدراية والمسؤولية، والمدرب بالشجاعة وروح القيادة وقوة الشخصية التي تؤثر في لاعبيه مما ينعكس ذلك في أدائهم سواء داخل المستطيل الأخضر أو خارجه من الناحية الفنية والسلوكية. لذا آمل من كل فرق النادي الرياضية أن تتحلى بهذه الصفات وأن يتواجد في كل فريق طاقم يمتلك هذه الصفات التي تم ذكرها، والتي تكون من أهم العوامل للوصول بالفرق الرياضية الى أعلى المراكز والمراتب.

علينا العمل بروح الفريق الواحد، علينا العمل بإخلاص وتفاني ومحبه، علينا الالتزام بالأخلاق الحسنة والتعامل مع الفرق المنافسة لنا بإيجابية، والمنافسة الشريفة داخل المستطيل الاخضر فقط وخارجه نحن أبناء بلد واحد وأبناء عمومه يجمعنا الخير والألفة والمحبة.

تحية أجلال وأكبار لهؤلاء العاملين المخلصين الغيارى في خدمة ناديهم ووطنهم الحياة جميلة ورائعة وعلينا دائماً التفاؤل لنمشي بها سعداء، لأرواحكم الطاهرة نبض لا ينتهي يزيدني غروراً ومحبةً وجنوناً وعشقاً. لا أدري لماذا نذهب دائماً نحو أخر الصفحات عندما يتعلق الأمر بأشواقنا وأحزاننا، لا أدري من أين أبدا هذا الالم وهذا الحزن الذي صار مثل الفيض يملاني ويقودني نحو يأسي الكبير، القى الطريق يحن ويردني اليك يا بنفسج، أبكي شوقاً لمن أبكاك جرحاً.

في داخلي شوق مستيقظ لا يغفو ولا يهدأ، ودقات قلباً عاشق فيك قد غرقت، يقودني إليك حباً ترجمته مشاعري الملتهبة نحوك.

الأشخاص المميزين في حياتنا يجب علينا شكرهم والقول عنهم أجمل وأروع الكلمات والعبارات، فهم يعلمون ليل نهار بدافع الحب والوطنية لهذا الوطن المعطاء ولهذا النادي العريق الذي يسعدنا انتصاره وتقدمه وازدهاره، ويبكينا ويعشعش الحزن في قلوبنا عند هزيمته وانكساره.

الإبداع والتفوق لا يمكن أن يتحقق بجهود عادية ولا بأحلام ورديه ولا بكلمات عنفوانيه وممارسات بهلوانية، بل يأتي من خلال أرواح تعشق الكفاح وتعشق الفوز وتعشق اللعب بطموح الفارس الذي لا يرضى الا بالحصول على المراكز المتقدمة، تخطط وتعمل بجد واجتهاد وتبتسم حين ترى الرضا في عيون الأخرين وفي عيون من يعشقون النادي المبارك الذي عودنا رسم البسمة على وجوه محبيه وجماهيره الوفية.

وختاماً لكم من أعماق روحي المحبة أيها الابتساميون في كل مكان تحية سلام وأمان بحجم الإبداع وبحجم التضحيات وبحجم السهر والتعب والقلق وبحجم الدموع وبحجم الحب الذي في قلوبكم وبحجم هذا الطموح وهذا الاصرار وبحجم هذا النادي العريق، نادي الاباء والأجداد الذي كنا وما زلنا نعشقه حتى الجنون.

تحياتي ودعواتي وأمنياتي لكم بالخير والتقدم والازدهار، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

عاشق الابتسام / فوزي بن احمد أمان

عضو شرف