لا حياة بلا أمل

فوزي أمان * المركز الإعلامي  

  أحياناً نتمنى لو نرجع إلى الوراء، إلى أيام طفولتنا البريئة، فتضميد جراح أرجلنا بعد اللعب أسهل بكثير من تضميد جراح قلوبنا بعد الكبر. لا أخفي عليكم فقلوبنا أصبحت وجئلة خائفة مطرية بسبب الأزمة الإدارية والمالية التي يمر بها النادي في هذه الأيام مما تعمل على عدم الأستقرار الفني لفرق النادي جمعيها وذلك عن طريق نقص الإمكانيات المادية والمعنوية والكفاءات الإدارية.

لذا يتحتم علينا جمعياً مد يد العون والمساعدة ودعم النادي مادياً ولو بالقليل، فقليل دائم خير من كثير منقطع. تخيلوا حجم المشاكل التي تنتظر النادي تحت نيران الأزمة المالية والإدارية إذا لم نتحرك وبسرعة فائقة في حلحلة هذه الازمة الباهظة والمكلفة خاصة في ظل غياب الدعم المادي الكافي، وعدم وجود استثمار خارجي، وأختفاء البنى التحتية الحديثة.

أحاول بين فترة وأخرى لملمت أفكاري، وفيك أعيش افكاري. وأعيش الذكرى وفيها فرح، وأعيش الحاضر وفيه أمل، أتوقف قليلاً أتطلع للمستقبل بابتسام و قلق، أعود للماضي أتذكر، أبتسم، لكن في النهاية لا يبقى لي سوى أن أعيش الحاضر.

أتمنى إدارة تحقق الحلم لنا وأستصرخ ألمها، يمر الوقت منسحباً على مهله، ويسير عمري شعوراً قل أن تلقى له مثلاً. أنئب نفسي بالملامة والأسف لما يحصل لنادينا العريق من عزوف وأهمال، أقطع كل الاوراق الماضية، وأستعد لمعركة أتيه.

 أنثر فيها من زهور الشوق أنفاسي، أطلق النفس طيراً يرتجي الفرحا، يحلق في سماء الحب منتشياً ومغتبطاً، واسعف القلب العاشق بالإحساس، وأبقى صامداً متفائلاً على أمل.

لأجلك أبتلع كل همي وألامي وصبري وأنين قلبي، فكل شيء لأجلك يا ابتسام قليل. في أزدحام الاحداث وضجة الحياة وأزدياد المسؤوليات تجد نفسك ضيق الصدر مهموماً يتقلدك الكدر والقلق والإحباط والخوف من الفشل، وتشح أوقاتك بالصفاء والإبتسامة، أنه حثيث الحياة المتسارعة ذلك الذي يسرق منا لحظات العمر، ويجعلنا بعيدين كل البعد عن أذاء الواجب في رفعة سمعة نادينا وبلدتنا الحبيبة أم الحمام.

أنظروا ما نحن فيه وما وصلنا إليه اليوم من أزمة مالية وإدارية خانقة يعيشها ناديكم الذي يلعب له أولادكم فلذات أكبادكم، والتي أصبحت حديث المجتمع في كل مكان على وجه الكرة الارضية، أصبح حديث المجالس والديوانيات، منهم من لا يقدر النادي، ولا يعطيه ذاك الاهتمام بل يصول ويجول بكلامه الغير مفيد، وهناك رجال تعمل بصوت هادئ متزن مترفعين عن التسرع وإبذاء الأراء دون تفكير وتحليل وهي في الحقيقة صفة محمودة العواقب لكل ذي لب ساع للخير.

أنت أيها ألابتسامي الغيور والمحب تمعن وأعطي لافكارك متسعاً ونضجاً علقياً راقياً، فالسعي لاداء الواجب من خلال المشاركة في الترشح لمجلس إدارة النادي بوابة الإرتقاء في المجتمع. أطلق اللسان بالحب والأمل والتفاءل في السر والعلن وبما يمكننا تحقيقه من الأهداف الطموحة بتعاون الجميع ولما فيه الخير والصلاح لنادينا وبلدنا. تعلمت بأن الأماني غير مستحيلة وأن الحدود قريبة عندما تتعانق أكفنا.

ومن يحرص على المشاركة الفعالة في ترشيح نفسه من خلال الحب الذي ينتابه لهذا البلد ولهذا النادي العريق، يستطيع أن يقود نفسه الى الهدوء والإطمئنان وإلى التخلص من رواسب الأحداث الماضية ليمنح نفسه شئياً من راحة البال بإعطائها الفرصة التي لا تعوض بثمن للمشاركة وبذل النفيس والغالي.

وليفكر في الناس الذين يحبونه ويشدون على يديه ويمنحونه الثقة الكاملة ويتمنون له الخير والنجاح، فالأوطان لا تبنى إلا بسواعد أهلها، والنادي لن يستقر ولن يواكب التطور والطموحات وتحقيق الحلم الا بوجود شبابه أبناء البلد المخلصين.

إن العمل ألتطوعي في خدمة المجتمع من خلال النادي يعين المرء ليصل الى مدارج النبلاء، ناهيك عن القدرة على أستشفاف الحقائق والوصول الى عمقها وأشتشراف تبعاتها ببصيرة وفراسة، فالأحداث لا تمر على المتطوع والمشارك دون تمحيص ومراقبة فيتعلم منها الكثير ويستخلص العبر مضيفاً لنفسه صفة حميدة، وفكرة جديدة، وسمعة طيبة.

والجميل في الاقبال على المشاركة التطوعية، أنها الصفة الملازمة لكل مبدع ومحب وغيور، فهي تساعدك على سبر أغوار نفسك، وأكتشاف ما يميزها لتخرجه للأخرين في قالب أو مشهد ماتع للعين ومفرح للقلب ومطرباً للروح، وبذلك تكون قد تركت بصمة جميلة في قلوب من حولك.

و هو أيضا مرأة ذاتك فرغم كل شيء أنت محتاج للمحاسبة الذاتية ولا تأتي ذلك إلا بالإختلاء بنفسك ومراجعة أعمالك ومقارنتها مع ما سبق ومع أهدافك وطموحاتك الحالية والمستقبلية.

وهذه القيمة للمشاركة في خدمة البلد والنادي تشعرك بمدى ضرورتها وعظم فائدتها وقد يقول قائل أن مشاغل الحياة تحول دون ممارسة العمل التطوعي في النادي أو في أي مكان أخر، وأنا أقول وبالفم ألملآن أن العمل التطوعي من الاعمال المحببة للنفس وفيها ثواب كبير من الله من خلال خدمة أبناء البلد وأبناء القرى المجاورة المنتسبين للنادي ومساعدتهم والحفاظ على أبنائهم من أفأت الزمن وغدره ومهاتراته.

قال تعالى: [ ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون] صدق الله العظيم.

نحتاج أن نشجع على الخير ، نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ، نحتاج إلى الهدوء وصفاء النفوس وحسن النوايا والإحساس بالمسؤولية الاجتماعية وجمال الصورة ووضوحها عامل مهم لكي نستطيع المشاركة والإنضمام والترشح إلى إدارة النادي. تعمد يا أخي أن تدرب نفسك البنفسجية على تحمل المسؤولية في خدمة ناديك وبلدك. تعمد أن تكون حاظر القلب والفكر وأن تطلع على مايحتاجه مجمتعك من خدمة تستطيع المشاركة فيها ولو بالكلمة الطيبة.

توكل الله جل شأنه في كل الأمور وأكثر من المشاركة في المجتمع وأكثر من الإنصات وترهف السمع لصوت الحياة وأستخلاص العبر والعمل بحب وغيرة وأمانة ونزاهة وأخلاص. أتكل على الله وطور أفكارك ومشاركاتك وقدراتك للمعالي وجانب السؤء في ذلك. تخير لمشاركتك القادمة مع النادي رحلة متفائلة ممزوجة بالحب والطموح أللا محدود. أبتعد عن الأفكار السيئة والسلبية المحبطة التي لا تثريك ولا تسبب لك سوى القلق والكدر.

أضبط بوصلة أفكارك نحو الخير وحسن الظن والعمل في خدمة مجتمعك. تفحص أفكارك وأعد تنظميها ولا بأس أن تتخد في ذلك سبلاً متنوعة كأن تعقد مع نفسك أجتماعاً صباحياً وليكن بعد صلاة الفجر حيث يكون السكون والهدوء والصفاء ولا بأس من الإطمئنان فيما أنت قادم عليه بين الفينة والأخرى.

لن نمل ولن نكل حتى ينصلح الحال في الابتسام، فكيف لا وهو جزء لا يتجزاء من حياتنا وعلى الجميع الوقوف مع الإدارة المكلفة حتى يتسنى لرجالات البلد تكوين مجلس إدارة جديد. أتمنى من جميع أهالى أم الحمام الحبيبة ومن يعيش الابتسام في قلبه وروحه بعيداً أو قريباً المساعدة بكل مايلزم بعد أن بدأ هذا النادي العريق يخطو خطوات أيجابية أبهرت وأسعدت الجميع.

فالاوضاع في الابتسام لا تحتمل التأخير في تكوين مجلس إدارة يعمل بجد وأجتهاد وبرغبة صادقة في تحقيق الطموحات ومعانفة الذهب وإسعاد الجماهير الوفية والعاشقة. الأهمال يقتل أي علاقة مهما كانت قوية، وينهي أي شيء كان بالأمس جميلاً، لا تحزن إذا لم يقدر أحد أهتمامك فطبيعة البشر أنها لا تدرك النعم إلا بعد زوالها. 

حين تسمو النفس البشرية فأنها ترتقي إلى المعالي ويتعب الجسم في تحقيق غاياتها ومطالبها. وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرداها الأجسام وليس المقصود فقط الطموح بل أي مراد للنفس. هكذا هي نفوس الأوفياء من رجالات الابتسام، لا تنام لهم عين ولا يغمض لهم جفن ولا يرضون إلا بالأفضل.

يعطون بلا حدود ويقفون أقوياء كلما تعثروا، همهم أن يصلوا بالنادي إلى منصات التتويج وبمن معهم من مرشحين إلى أبعد نقطة يقدرون إيصالهم إليها ليكملوا من بعدهم الطريق بوضوح، يتناقلون خبراتهم بكل أريحية وروح محبة، وكل شفافية صادقة ليكون المستقبل أفضل من الحاضر وليبنوا أسساً وقواعد متينة لغد أكثر أشراقاً ولمعاناً وأملاً لمن بعدهم.

إذا ما كنا قربين من الله عز وجل فنحن سعداء بكل ما تحمله الأيام بين طياتها، فيكفي أن نكون ابتسامين محبين وعاشقين لهذا النادي حتى النخاع. خلق الله لنا قلباً يشعر بالسعادة، يشعر بالحب، وبلذه الآلام لأنه يدرك تماماً أن الله جل شأنه ما أراد لنا بهذه الأزمة المادية الخانقة والمعضلة الإدارية إلا خيرا.

قد أضعف أحياناً كثيرة وأغرق بين موجات متلاطمة من الحزن والآسى ويخفق قلبي ألماً، ربما أبكي وأبكي وتبقى كلمات من أحب شمعة دأطافئة تملؤني سعادة وفرحاً وسروراً، فشكراً وألف شكر على كل شيء.

وتذكر يا ابتسامي يا غيور ويا محب بقدر ما تعطي نفسك من إهتمام ستجده منها ومنا أيضاً ومن الأخرين، فمن رام قطف الورد البنفسجي يعلم أنه لا بدون الورد من وخزة الأشواك.

ومهما منتحك يا ابتسام من غلاي أشعر بتقصيري، فلك من الوداد ما ليس ينكره الفؤاد.

سيبقى هدوئي هو عتابي لكل من خاب ظني بهم.

عاشق الابتسام / فوزي أحمد أمان

عضو شرف