الهمة الى القمة
من علامة الرشد أن تكون النفس إلى أم الحمام الحبيبة مشتاقة، وإلى ناديها العريق الابتسام تواقة. كثيرة هي الاحلام والطموحات والحنين والاشواق التي تنموا في القلوب الوفية والعقول الرشيدة.
لا أعرف من أين ابدأ حديثي حينما عقدت العزم على تناول الأزمة الإدارية التي يمر بها النادي خلال هذه الايام. فسألت نفسي أين الجيل الجديد وما رأيهم في ذلك، وأين دورهم في المشاركة والتفاعل الإيجابي، فالأندية تبنى بسواعد أبنائها ورجالها المخلصين. الكل مبتعد سواء من الشباب أو من رجالات البلد الكرام تاركين النادي يغرق في محنته وبلا علاج. تقدموا يا شباب اليوم ورجال المستقبل فناديكم يناديكم.
سؤالي الحائر الذي لم أجد له جواباً حتى هذه اللحظة، ما سبب هذا العزوف وهذا الاهمال والتخلي وعدم المشاركة في إدارة النادي التي انتهت الفترة الثانية من باب الترشيح ولم يترشح أحد، مع وجود الكثير من المحبين والمخلصين والرياضين المخضرمين. سؤال يطرح نفسه بنفسه رغم أن العمل في إدارات الأندية متعة جميلة وخدمة وطن بالاهتمام بالناشئة صغار اليوم وشباب المستقبل فلذات الاكباد وحفظهم من أفاءت الزمن وغدره.
انظروا أحبتي ما وصل إليه حال نادي الابتسام، تأملو وألقوا نظرة فاحصة وتذكروا الايام الخوالي كيف كان هذه النادي يعج بالنشاط الثقافي والاجتماعي والرياضي والمسرحي والفني، وكان له دور بارز في ارساء قواعد الاخوة والمحبة والاحترام المتبادل بين ابناء أم الحمام واخوانهم في القرى المجاورة.
ولكن ماذا حصل لهذه الصرح الشامخ، انظروا وتأملوا حاله فهو يشكوا لطوب الارض وقد سكنه ما سكنه من الم وحرقه بسبب فراق احبته، فقد هجروه والصورة تحكي ذلك، ولا ازايد على ذلك فهل من مغيث. نأمل ذلك ونحن بدورنا نناشد شباب ورجالات ام الحمام السعي قدما بالتعاون والعمل الجاد في ترشيح ادارة جديدة تصون اسمه وتأخد بيديه الى منصات التتويج.
احبتي: مسيرة نادي الابتسام عطرة، وحبه الابدي الذي عشناه في قلوبنا وارواحنا الذي فطمنا عليه، فهمه همنا وإذا اصابه شيء لاقدر الله فإنه يصيبنا، نريد ان ترجع تلك الايام الخوالي ايام المحبة والحنيه والاحترام المتبادل، نريد ان نتواصل فيما بينا كطبقة رياضية مثقفة مثلما كنا زمان مثالاً للكرم والجود والاخلاص والتفاني، كانت روح الالفة والمحبة والاحترام تعيش بداخل انفسنا، أما اليوم أصبحنا نشكوا من بعضنا البعض، ونحقد على بعضنا، ونحسد بعضنا البعض وما ادري ماهي النتجية؟
سبحان الله نادي الابتسام من النوادي التي كان يشاراليها بالبنان فما الذي اصابكم يا أخوتي ويا أحبتي شباب ام الحمام وفيكم ما فيكم من القيادات المؤهلة والغيورة على بلدها وناديها، أين هذا النشاط وأين منكم العمل التطوعي وأنتم الاول على مستوى المنطقة وفي جميع الانشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية والدينية. هل أنتهت غيرتكم وحبكم لناديكم وبلدكم؟ هل ماتت الهمم وانتهت الطموحات بموت الكبار من رجالات البلد، فنحن نفخر ونعتز ونتمنى بأن يرتقي نادينا الى مستوى الامأل والتطلعات، ونأمل أن يستمر العطاء ويطال كل الانشطة في النادي من خلال التعاون والتكاتف الملموس على ارض الواقع.
نحن الجيل القديم نشهد ونؤكد بإن النادي البنفسجي كان قمة في كل شي، وكانت فرقه الرياضية مميزة على مستوى المنطقة، وكان لما يلعب كانت الهتاف من الجميع وهم في منظر من الروعة والجمال، رجال وشباب يهتفوا باعلى الاصوات يا ابتسام العز والمجد والفخرهذا يومك، كانت دموع الفرح تبلل أرض الملعب ناهيك عن ارض ام الحمام الطاهرة، كان الكل همهم رفع راية الابتسام عالية خفاقة باالفوز والنصر.
احبتي: ولكن بدأت العادات الذميمة تبث سمومها في مجتمعنا الطاهر، ووجدت لها طريقاً الى قلوبنا النقية الغيورة على النادي لكن ما العلاج؟ لابد من العزيمة وعدم الاستسلام والوقوف أمام الصعاب، فنترفع عن الصغائر، وعن اقوال الآخرين، ولومهم وعتابهم، ولنجعل أعمالنا خالصة لوجه الله تعالى، ولن يضرنا أحداً إن هجانا أو مدحنا، فالمهم أن تكون نفوسنا بيضاء ناصعة لا تحمل حقداً للاخرين مهما فعلوا، وأنا أدعو نفسي أولاً ثم أنفسكم إلى إتباع هذا المنحنى، وأوجه الدعوة الى كل من نعرفه كي نكون القدوة الحسنة لغيرنا.
يا رجالات الابتسام أين أنتم؟ ولماذا هذا التأخير عن التفاعل والمشاركة الايجابية؟ ناديكم الابتسام الذي كان ذات يوم ملء الاسماع والاذهان، كان حلماً يراود ربما الجميع، أصبح اليوم يتيماً حزيناً يناديكم بأعلى صوته طالباً يد العون والمساعدة. أين حبكم له وغيرتكم عليه. أين أرث ابائكم وأجدادكم. يحتاج منكم إدارة تأخذ به الى الهدوء والسكينة والسلام النفسي كي يرتقي بنفسه ويحقق الاهداف المنشودة.
إذا كانت هناك مناورة لتكوين ادارة جديدة وفعالة فهي حق مشروع للجميع، والمهم أن نمارس الحق بشرف ونزاهة حتى لو كانت هذه الممارسة خلف الأبواب المغلقة، لذا علينا تشجيعها ودعمها مادياً ومعنوياً ليتسنى لها تحقيق الاهداف المنشودة والطموحة. نحن نترقب مولد حدث جديد في انتخاب أو ترشيح إدارة جديدة، وحق أصيل لجيل جديد متعلم محب ومخلص لهذا الوطن المعطاء لكي يتنفس هواء نظيفاً يعينه على الاستقرار والاستمرار بكل ثقة في أدارة النادي.
دعونا نتقدم خطوة للأمام ونضع أيدينا متشابكة بالقيام بكل ما نستطيع بالمساعدة في ايجاد ادارة شبابية واعية كي تبحر بهذا النادي البنفسجي الى بر الامان، بدلاً من تشيعيه الى مثواه الأخير بسبب الهجران والا مبالاة وتركه يصارع المرض وحيداً، فالبكاء والنحيب على اللبن المسكوب لا يجدي نفعاً.
كنتم ولا زلتم الوقود الحقيقي والشريان الرئيسي المغذي لقلب الابتسام وروحه، كل في مجاله، مشجعين وإعلاميين وأعضاء شرف ولاعبين وداعمين. أدعموا أبتسامكم فهو في حاجة اليكم فأغيثوه، ومدوا له يد العون والمساعدة. ادعموه بالصوت في المدرج، بالحضور إلى النادي، والوقوف مع اللاعبين، وبث الحماس في نفوسهم والشد من عزائمهم.
في نهاية الأمر أدعو كل أبناء بلدي المؤهلين والحريصين والغيورين على سمعة النادي وتراته الزاخر وكؤوسه الملونة والمتعددة، الذين يجدون في أنفسهم الرغبة الصادقة في خدمة الوطن من خلال النادي أن لا يترددوا دقيقة واحدة في ترشيح أنفسهم، وأن لا يخافوا من قلة الامكانيات المادية التي تعيشها معظم الاندية، لأنه في حد ذاته لا يعني مطلقاً الفشل، فأنا أشعر من عاش معي التجربة باكتساب تجربة جديدة وخدمة شريفة، وأشعر أيضاً بثقة في النفس أكثر مما كان.
عاشق الابتسام / فوزي أحمد أمان