أبوح بعشقي
لعبت لنادي الابتسام منذ طفولتي وعشت في أحضانه حتى أصبحت في يوم من الايام على هرمه رئيساً. بكيت من أجله حيث يستوقفني الحنين لابتسام زمان الذي أحببته بقلبي وروحي، والذي نفسي بيده لو لم أكن ابتسامياً لتمنيت أن أكون ابتسامياً بنفسجياً العمر كله. الحب كله حبيته فيك الحب كله، وزماني كله انا عشته ليك زماني كله.
هناك ذكريات جميلة لا تنسى ابدا عشناها مع اخواني اللاعبين والإداريين والزمن الجميل شاهد على ذلك، ولا يمكنني أن أقول ما بداخلي يوم أعانق إحساسي، فكبرياء كلماتي لن توازي هذا الإحساس. ربما كتبت أكثر من مقال لهذا النادي الذي يشاركني في حبه الجميع فانا أمام مشاعر يفوح منها دفء الحنين إلى هذا النادي وماضيه العريق برجاله ولاعبيه وجماهيره الوفية والعاشقة، وتراثه الزاخر وكؤوسه المتعددة بألوانها وبطولاتها.
لو عاد بي الزمن لبقيت على طفولتي العب واسرح وامرح في سماوات الخيال وفي ملاعبه الترابية لنقاوة وطهارة الطفولة. كثير منا يعتقد إنه فقد طفولته بشكل أو بأخر وتمنى أن يعود حتى يعيشها بكل معانيها، وبعد أن يكبر ويعيش في الهموم يتأكد إن اعتقاده خطئاً وكانت الآمال والأماني عند الكثير فقط أيام الطفولة.
ولكني ما زلت أحمل هذه الاماني ومنها أمنية عزيزة وغالية على قلبي وروحي تحققت بالوصول بهذا النادي الى الذهب الى عنان السماء، الى منصات التتويج، حيث أصبح ناديكم ماركة مسجلة لدى الكثير من المحبين والمنافسين. ربما يقول البعض عني ان هذا زمان ليس زمانك، انتهت صلاحيتك ولكن ما أحمله في أعماق روحي لهذا النادي من عشق يتجاوز كل المسافات.
إن لأيام زمان طعم مختلف ومذاق حلو نعشقه ونتذوق أصالته، كانت الحياة مفعمة بالصدق والاخلاص والألفة والمحبة، كان للكلمة معنى ووجود، عندما نوعد بوعد لابد من الوفاء والالتزام به. ويبدوا إنني بدأت أحتار بحب هذا النادي بهذا الكم والكيف، فالعمل في كواليسه ليس بالأمر الهين، بل يحتاج الى جهود مخلصة جبارة ودعم مادي ومعنوي رفيع المستوى ليتسنى له التبوء مكانته العالية بين اقرانه من الاندية المنافسة.
وبكلماتي الصادقة لا أستدرجكم حيث يداهمني عشقي للابتسام بلا موعد، ولأن بعض التجاوزات يفسد هواء الابتسام الا انني أعشقه من اخر شعرة في راسي حتى أخمص قدميه. وأنا الذي تركت كل شيء لأتغزل به وعيوني ترى كل شيء في الابتسام جميل دون مجاملة، أتريدونني الإقلاع عن هكذا غزل والابتسام من علمني الإدمان بهكذا عشق. لن تسقط لحظات عشقي ولن تشيخ، ومن يعيش الابتسام في قلبه وروحه لابد أن يقع أسير حبه وبلا منازع.
كنت وما زلت وفيا للابتسام والابتسامين على مدى الزمن، لم أجرح أحدا على أرضه وقد تخذلني طيبتي دون ندم، ليتك تدرك يا ابتسام العز والمجد والفخر احتياجي إلى هدوء ماضيك رغم الضحك والثرثرة واللعب حيث أشعر بأجوائك لمسة شفاء تلفني بالسعادة، أستبيحكم عذراً إن كنت قد بالغت، فالحياة كانت واقعية زمان وكان لها طعم مختلف مهما كانت الظروف ومهما مرت اللحظات الحلوة والمرة.
التقي اليوم بكم وبتلك الذكريات الجميلة وأتساءل ما للفخر والعز والمجد إن لم أذكر رجالات ام الحمام الاوفياء وشيوخها رجال الدين الافاضل، وشبابها المتحمس. لم أشعر يوم من الايام بثقل الآه أبداً، أرجوكم لا تزعجكم حسراتي الصادقة إن كنتم قادرين على الإحساس بنكهة الماضي الجميل، أما إن كنتم مثلي فلتحاولوا أن تستعيدوا شيئا مما كان حيث نفتقد كل شيء قديم ونراه الأجمل وكلنا بداخلنا هذا الإحساس.
الله ما أجمل الابتسام وما أجمل ذكرياته وبطولاته، كان له طعم مختلف في كل شيء، كنا نعيش اللحظة دون التفكير في بكرة، كانت حياتنا بسيطة وكلها صراحة، آه على ما كان، تعيدني الذكريات إلى ما قبل أكثر من أربعين سنة حيث لا يوجد ما يقلقني بل الاطمئنان يرافقني طوال نهاري وليلي. ما عاد الزمن هو الزمن، وما عادت الضحكة نفس الضحكة، كل شيء تبدل وصار بعيداً عن الضجيج، الصعب سهل، والسهل صعب.
وحشني ابتسام زمان ويا ريث تعود الطيبة والمحبة والالفة والغيرة على النادي، يا ريث نعيشه في قلوبنا وارواحنا فالنادي نادينا وينادينا بأعلى صوته اين أنتم يا شباب ام الحمام، وعلينا جمعياً تحمل المسؤولية في دعمه مادياً ومعنوياً والوقوف بجانبه حتى يتسنى له مواصلة المسيرة بعزيمة صادقة.
سوف أرسم صورة حقيقية للابتسام بألوانه الثلاثة - الأخضر - والأحمر - والبنفسجي، وسأضعها تاجاً على راسي بأن تكون هذه الالوان دوماً وابداً في العلالي وموشحة بالذهب الاصفر البراق.
أحزن وأحن إلى الماضي رغم قسوة الأيام وسنوات البساطة، فالرضا والقناعة والصبر كان ذلك جزء من القيم والأخلاق العفوية ومصدراً لهدوء الروح والنفس، فعشقي للابتسام تجاوز الحدود والمسافات، بل هو حياة لا أستطيع العيش بدونه.
إذا أحببتِ بعدي غيري، ولم تجد لديه جنوني، ولا هذياني المحموم بكِ، ولا غيرتي المجنونة عليكِ، اذكرني بخير. إذا لم تمنحك الأيام قلباً كقلبي، وحباً كحبي، وتكررتْ في حياتك كل الأشياء، اذكرني بخير.
تحياتي لكم جمعيا والله ولي التوفيق
عاشق الابتسام
فوزي أحمد أمان