القادم أحلى يا بنفسج
الطيبون يغرسون الجمال والفكر المتحرر في قاع الروح لا إرادياً، والدفء المنبعث من حنان الاخوة الصادقة كفيل بان يشفي أوجاعنا وجروحنا جمعيها. لا أدري من أين أبدأ كلماتي الحزينة وقد انتحبت الاصوات موتاً قبل صراخها، وامتدت الأيادي والالسن لتنتشل من أعماقي كل الحب والعشق الدفين الذي بداخلي والذي كنت اتغنى به منذ الازل من أجل عيون الابتسام والابتسامين. لقد تحول هذا الحب بداخلي وبداخل البعض منكم إلى شيطان مارد ومنافق كاذب وعاطل عن الإحساس بأسلوب ناقد.
كيف للعقول المدركة أن تصدق ما يقال عن النادي من انفعالات وحكايات مؤلمة لا تمس للحقيقة بصلة، هذه الحكايات لا يفقهها ويعرف معانيها واسرارها سوى من عاش حلاوة التضحية والعمل بصدق النوايا في كواليس الاندية، وإن الخطأ في العمل يذهب مع لذه التصحيح في الوقت المناسب. ما أجمل العمل بمبدأ الاختلاف إذا كان للمصلحة العامة، وعلينا أن نعي بأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.
علينا أن نعمل كفريق واحد بتوحيد الجهود وتوافق الكفاءات والمواهب والسير في اتجاه واحد لتحقيق الهدف المشترك، بشرط ان يتناسى كل واحد منا كلمة (الأنا) وأن نتحدث دوماً باستخدام كلمة (نحن). الهدف المشترك لابد وأن يتحقق باتفاق وتعاون الجميع من خلال ايجاد خطة عمل مدروسة قصيرة او بعيدة المدى نضعها سوياً بشرط ان نتحمل المسؤولية بالتساوي فيما بيننا، والأهم في ذلك هو أن نتفق جمعياً على محبة الابتسام والعمل من أجله لإعلاء شأنه ومكانته.
كيف للأصوات النشاز أن تعتلي اليوم منصات المطالبة بالتقصير وعدم أحقية وكفاءة بعض الإداريين لقلة خبرتهم ودرايتهم في ادارة النادي. كيف لا وهم من جندوا أنفسهم وطاقاتهم وعملوا بكل إخلاص وتفاني كلاً حسب امكانياته. لماذا هذا الاستخفاف بهم وبعقولهم التي انجزت الكثير من الحقائق على ارض الواقع. علينا أن نساعد هؤلاء الرجال بقدر ما نستطيع والوقوف بجانبهم ودعمهم مادياً ومعنوياً حتى وإن كانت خبراتهم قليلة جداً لا تترقي الى المستوى المأمول، ليتسنى لهم العمل بجد واجتهاد وتحقيق ما يستطيعون تحقيقه من أهداف منشودة.
الرجال المخلصين ممن يعشقون ويضعون الابتسام في سلم أولوياتهم يعون تماماً معاني الثقة والمسؤولية، وإن الروابط المتينة فيما بينهم أسمى وأرقى من أن يزعزعها سوء فهم او كلمة مبغضة أو حرف مسموم. كيف تكتب الاقلام الغير واقعية الحاسدة التي تسعى في نشر الفرقة بحبرها المتلوث المسموم لتوسعة الفجوة والتسلق على أكتاف الاخرين.
اتمنى عليهم ان يحولوا السواد الى بياض، وذلك من خلال نصحهم ودعمهم والمشاركة بخبراتهم من أجل مصلحة الكيان الذي أحببناه بصدق من اعماق القلوب، فالكيان ليس مرتبط يشخص أو أشخاص معينة، ولكنه متاح للجميع، فهو البيت الذي يتنفس من خلاله أولادنا فلذات أكبادنا براعم وأشبال وشباب أم الحمام الغالية.
أحداث غريبة وشائكة نعيشها هذه الايام في النادي، وهناك أشخاص للكذب حائكون يكتبون، وربما يكذبون وينتقدون وكأنهم ملائكة لا يخطئون، لمن النصر اليوم؟ أهي للعقول المثقفة والمحبة والوطنية؟ أم للعقول المتورمة الذين ملئت المهاترات قلوبهم وانتفخت رئاتهم بالشهيق والزفير بل بثاني اكسيد الكربون؟ لم نقرأ ولم نلحظ كل هذه المهاترات من قبل، متى سنتخلى عن البطش الذي بقلوبنا ونترك من يعمل لبلده وناديه بإخلاص وتفاني واضعاً الله نصبا عينيه؟ متى نترك عنا الفحش الشنيع الذي يطال قلوبنا فقط عند الأحداث للنقد ومن أجل الانتقاد من دون هدف يذكر؟ إنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وأله وَسَلَّمَ قَالَ: " كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ ".
من منكم مستعد للتضحية من أجل هذا الكيان الذي نعيشه في أعماق قلوبنا وأرواحنا؟ من منكم عنده القدرة على تحمل المسؤولية والتضحية بالمال والوقت؟ اصحوا يا أحبة، اصحوا يا سادة يا كرام، أصحوا يامن تحبون هذا النادي وتراته الزاخر وكؤوسه الملونة الكثيرة.
كثيرون ينتظرون الفرصة ويبحثون عن مدخل لزعزعة الكيان ورجاله الاوفياء، فارحموني وارحموا انفسكم ولا تجعلونهم يجدون الفجوة المؤذية إلى تفريقنا وزعزعتنا ونهاية الكيان من الداخل والخارج. من أراد حب الابتسام فليصفق له في كل الحالات وبقلبه وبروحه، ومن أراد انتقاده وانتقاد رجالاته فلينتقد في كل الحالات ولكن لمصلحة النادي، ومن أراد أن ينافق بالابتسام فليقتل قلبه وروحه قبل كل هذه الحالات، فالابتسام له رجاله الاوفياء الذين يخافون عليه، وهم على استعداد للتضحية من اجله.
احبتي: انتظروا فنحن ما زلنا في بداية المشوار، لا تطالبوا بالمستحيل ولا تستعجلوا على نيل الحصيلة، نمني النفس بتحقيق الأهداف المرجوة، وهذا لن يحدث إلا بتضافر الجهود، والتخطيط السليم من قبل إدارتنا الموقرة، سواء الادارة المكلفة او الادارة القادمة، وأنا شخصياً وأعود بالله من كلمة أنا، أثق برجالنا في الإدارات السابقة واللاحقة وبقدراتهم وإمكاناتهم وكيفية نظرتهم للأمور وطريقة تفكيرهم بما يعود من نفع على نادينا وبلدنا، وبإذن الله سيكون لهم الدور البارز والمساهمة الفعّالة في الفترة المقبلة والاستحقاقات القادمة المنتظرة.
منذ الصغر ومنذ كنا في المدرسة الابتدائية تتردد على مسامعنا حكمة: "من جد وجد ومن زرع حصد ومن سار على الدرب وصل"، والحياة علمتنا أن من عمل بإخلاص وتفاني وأدى دوره على أكمل وجه، فلابد أن يكون التوفيق حليفه ولابد أن يكون النجاح من نصيبه.
يا جماهير الابتسام أناديكم وأدعوكم بقلب محب وعاشق بأن تدعموا ناديكم الذي يناديكم كما هي عادتكم وأتركوا الإدارة تعمل فهي قادرة بإذن الله على تحقيق النجاح بالتكاتف معها والوقوف بجانبها، فأنتم أعرف من غيركم بالحرب التي دائماً ما تواجه النادي من جهات عدة وهم الأعرف منا بما يناسب الابتسام ومتطلباته.
المجد لا يعرف تاريخاً أو وقتاً أو حدوداً، وربما يزداد هذا النادي بريقاً وتوهجاً وعمراناً بمرور السنوات القادمة من عمره الزمني. المال عصب الحياة واكسير الرياضة وخاصة في هذه الأيام وبدونه لا يستطيع النادي ان يحرك ساكناً، فالنفقات الضخمة التي يتحملها النادي مع قلة الدخل والإمكانيات تعتبر من أهم المشاكل التي تواجها الاندية الرياضية، والذي ايضا يواجها النادي الابتسامي في مسيرته الخيرة.
هذا السيناريو المثير الذي تعيشه ادارة النادي في هذه الايام الصعبة من جدل وشكاوى وعدم توفر السيولة المادية، وجب على محبيه وعاشقيه ورجاله وجماهيره الوفية الجلوس جنباً الى جنب لإيجاد الحلول المناسبة وتوفير ما يلزم توفيره من سيولة مادية وإعطاء فرصة لإدارته الموقرة لتعمل بهدوء وطمأنينة من أجل تحقيق الاهداف المنشودة، فالآمال المعقودة كبيرة جداً، وطموحات الابتسامين لا حدود لها.
اليوم الادارة برجالها المخلصين وشبابها المتحمس الواعد تدفع ثمن فاتورة اخلاصها ونقاء سريرتها في العمل بقرار التكليف لاستقالة بعض أعضاء المجلس وعدم استيفاء العدد النظامي المطلوب، ولكن المفارقة هي أن كل هذه الصعوبات لم تثن رئيس النادي المكلف ورجاله المخلصين عن الاستمرار في مسيرتهم، حيث سرعان ما عاد الرئيس إلى لملمة اوراقه وعقده عدة اجتماعات هنا وهناك لتصحيح الوضع الإداري والمادي القائم، ولعل كل هذه التقلبات والتحديات في مسيرة النادي خلال السنوات الماضية تؤكد قيمة ومعدن هؤلاء الرجال الذين يعيشون النادي بقلوبهم وارواحهم.
وتظهر أيضاً قيمة هذا الإنسان الحقيقية بوضوح عندما يشعر بأن النادي نادي الجميع وليس حكراً على أحد، فأبوابه مفتوحة للجميع دائماً وابداً.
علينا أن نساعد أنفسنا ونتعلم اسرار ومعنى العمل التطوعي الاجتماعي وخاصة في إدارات الاندية الرياضية التي تحتاج الى حب وصبر وثقة بالنفس وتعاون ملموس وحسن الظن بالأخرين وقبول الرأي والرأي الاخر في خدمة الوطن عبر أحد مؤسساته الحكومية، ألا وهو النادي التي نتمنى جمعياً ان يكون كسابق عهده ضيف للمنصات.
لقد كرهت كل لحظة من لحظات الزمن أجد وأحس فيها بعدكم عن ناديكم الذي يناديكم بقلب متيم، ولكني أقول لا تستسلموا ولا تركنوا لليأس والخمول، بل أعملوا وسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون. اتعبوا اليوم ثم عيشوا ابطالاً في المستقبل. الرجال لا يصنعون في الكواليس والدهاليز او الغرف المظلمة، ولكن يصنعون في ساحات الوغى في ساحات العمل التطوعي الاجتماعي في خدمة الوطن والدين، الرجال يصنعون من أشياء عميقة في داخل أنفسهم هي الإرادة والحلم والثقة بالنفس والتخطيط على واقعية والرؤية المستقبلية.
كلمة أخيرة: الفلسفة العميقة والفكر المستنير جزء رئيسي من عملية النجاح، لا يوجد شخص ناجح عبر التاريخ يحمل عقلاً فارغاً او قلباً حاقداً وحاسداً او يداً لا تمس للخير بصلة. دوماً أجعل كلماتك بلسماً شافياً ووروداً تهبط على الخلق، فإن لم يكن لها شذى وعبيرً طيباً يسعدهم، فلا تجعل لها اشواكاً تخزهم وتؤلمهم. أحرص دائماً على أن تجمع من أعمال صالحة على الأرض، لـتـتـنعم بما جنته يداك في الآخرة، لأن الندم لاحقاً لا ينفع.
ربي وإن تعثرنا بالمسير، وأرهقنا كل ذي حلم عسير، فارزقنا من الصبر صبراً وطوقنا بالأمل الكبير. تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام والطاعات، ولكم محبتي يا أحبتي ودعواتي وامنياتي لكم بالخير.
والقادم أجمل إن شاء الله بوجودكم، فأنتم مصدر سعادتي ومن زرع الفرح والمسرات في الماضي، وأنتم أيضاً من سيزرع الفرح والمسرات في المستقبل ويبقي الاثر الجميل، وإن شاء الله في القريب العاجل أسمع من قلوبكم المحبة ما هو مؤثر جداً لتعم الفرحة والسرور قلوبنا المتفانية في خدمة البنفسج.
محبكم عاشق الابتسام / فوزي أمان