واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا فتفشلوا وتذهب ريحكم
علينا أن نتنبه لما نقول فلربما زلة تفسد ملة، ولا شك أن حياة النبي صلى الله عليه واله وسلم كانت مثالاً رائعاً للحياة الإنسانية المتكاملة، فهو لا يقول إلا حقاً، ولم يكن صلى الله عليه واله وسلم جهماً ولا قاسياً ولا فظاً ولا غليظا، تحدث وقل ولا تقل إلا خيراً وإن لم يكن فاصمت.
لا يسعني من خلال هذا المقال الا ان أعلنها وبصراحة تامة صرخة مدوية وهجوماً ضارباً على المثقفين الرياضيين من اللاعبين والإداريين والجماهير الابتسامية. أين أنتم؟ ولماذا هذا العزوف والبعد الاداري الفاضح عن النادي؟ هل توقفت دمائكم في عروقكم واصبحت الاجساد بالية مريضة لا تقوى على المشاركة والمساعدة؟ لماذا تركتم النادي يغرق ورحلتوا بأنفسكم بعيداً كل البعد؟، فهذا ناديكم يناديكم ويصرخ بأعلى صوته يناشدكم، يناشد محبيه واهله وذويه أين انتم؟ أعيوني فأنا في اشد الحاجة اليكم والى موافقكم النبيلة، فبكم ارتقي وبغيركم أغرق، ألم تكونوا تطالبون بالنتائج الايجابية وبناء البنية الاساسية والوصول بالفرق الرياضية الى منصات التتويج بالذهب؟
أين انتم أيها الاحبة من أدارة النادي التي تعيش هذه الايام الماً وحسرة ومرارة، بسبب النقص في الموارد المالية والمعنوية، والكفاءات الإدارية، فالمشاركة اجدها من الجميع خجولة وضعيفة جداً، فيما استغرب من الاقبال الضعيف الى الانضمام الى مجلس الادارة ومساعدتها فيما تبقى لها من مدة، وهذا بلا شك اصابني واصاب الكثير من عشاق ومحبين هذا النادي بالإحباط.
أن هذا الوضع مثير للدهشة، خصوصاً ونحن نعيش في بلدة صغيرة الكل منا يعرف الاخر. أين أنتم من العمل الاجتماعي التطوعي في خدمة ناديكم وبلدكم؟ اين النخب الرياضية المثقفة الذين طالما نادوا بترسيخ ثقافة الانتخاب والتصويت لإدارة على أخرى؟ اعتقد ان السبب في ذلك هي الحالة الهزيلة التي تعيشها الاندية الرياضية بمجملها عدا الاندية الرياضية صاحبة الامكانيات المالية العالية التي تتوفر لها السيولة لتحقيق خططها وبرامجها، إما الاندية الاخرى وخاصة اندية الدرجة الثالثة والتي تسمى اندية الظل، فهي تغرد خارج السرب بعيدة عن تحقيق الطموحات والاحلام بسبب ما تعانيه من ازمات مالية ونقص في الكفاءات الادارية.
ان المثقف الرياضي المبدع لا يجد سبيل لتحقيق احلامه وطموحاته عبر الاندية الرياضية الضعيفة مالياً، فالأرض القاحلة لا تنبت زرعاً إلا اذا وجد من يرويها بالمال الذي هو عصب الرياضة في زمننا الحاضر، زمن الاحتراف والعقود والمكافأة، ولكن نحن عاشقون لهذا الكيان الرياضي البنفسجي، نعيشه في قلوبنا منذ نعومة اضفارنا، الذي اعتبره ويعتبره الاخرون من اهالي أم الحمام الحبيبة ملاذاً حقيقياً وترفيهاً لأولادنا فلذات اكبادنا صغار اليوم وشباب المستقبل لحفظهم من أفات الزمن ومغرياته الفتاكة.
لذا علينا الاخلاص في القول والعمل والمشاركة الفعالة ودعم النادي مادياً ومعنوياً ولو بالقليل، فقليل دائم خير من كثير منقطع، بدلاً من تفاقم المشكلة ويصبح العجز المالي والاداري حالة لا تطاق. النادي نادي الجميع وعلينا جمعياً تحمل المسؤولية، ولعل ذلك ايضاً بسبب الاختيارات الغير موفقة التي منيت بها الاندية الرياضية في مجالس إداراتها والتي اشعرت الناس بالإحباط والاعياء الشديد الذي جعلهم لا يعولون كثيراً على تلك الاندية.
لذلك علينا ان نتفق وبكل قوة ان محبة هذا الكيان الشامخ (الابتسام) في قلوب الجميع امر متفق عليه، وإن مطالب الاندية كثيرة تختلف وتتباين لكننا نتفق بوجه عام على علو تطلعاتنا بأن نجعل من نادي الابتسام كمؤسسة تعنى بالعمل الرياضي مسؤولية عظمية لا تقبل انصاف الحلول على الاطلاق، ويظل ارضاء الجميع على وجه العموم أمراً ليس باليسير كون كل منا له رؤيته الخاصة للأشياء، كما ان له رسالته واحلامه التي لا سقف لها.
وهناك العديد من الشباب الرياضي الواعي والمدرك تحديدياً لهم مواقف خاصة تجاه الاندية الرياضية، فكثير من هؤلاء الشباب يرفضون الانخراط في الاندية الرياضة لقناعتهم أن العمل في الاندية الرياضية صعب ويحتاج الى الصبر والمثابرة والوقت والفهم الاداري والتضحية بالمال، يفكرون بان العمل في الاندية يفرض عليهم قيوداً ربما تعطل مشاركتهم في مشاريع اخرى اكثر فائدة من الاندية الرياضية، مع جل احترامي وتقديري لهم متناسين أن العمل الاجتماعي التطوعي في الاندية الرياضية من اثمن الاشياء ومن افضلها سعادة في خدمة الوطن من خلال اعداد وصقل مهارات أبنائنا الشباب الواعدين، ليكونوا دعامة للمنتخبات الوطنية في مشاركاتها الخارجية، ومساعدة الشباب ايضاً في استغلال اوقات فراغهم بما يعود عليهم من نفع وفائدة.
دعونا نرفض التكتلات والأحزاب وبشدة، حيثً اصبحت هاجساً يخيف الجميع، ولا بد أن نُسلم بأن العمل الجماعي التطوعي في الاندية الرياضية يصاحبه بعض من الشوائب وبعض من المشاكل، ولكن علينا تحمل هذه الصعاب من أجل عيون الابتسام ومحبيه. لا بد أن نؤمن وأن نسلم بأن العمل الجماعي التطوعي وديموقراطيته تحتاج الى وقت وتحتاج الفهم والمساعدة من الجميع لا تأتي في ليلة أو ليلتين، لكن روح الأخوة الصادقة، روح ابناء البلد الواحد، روح المساعدة والتضحية والحب لهذا النادي، نادي الاباء والاجداد أهم الامور التي تؤذي الى النجاح والوصول بالنادي الى حالة من الاستقرار والطمأنينة.
علينا التحرر من الشكوك والظنون ومن هذه الفوقيات العقلية وخاصة من يدعون الفهم الرياضي والاداري، لذا عليهم تسخير كل طاقاتهم وخبراتهم الرياضة والادارية في المساعدة وخدمة النادي بدلاً من التكتلات والقيل والقال وكثرة السؤال في الكواليس والدهاليز التي اصبحت هاجساً يخيفني ويخيف الجميع ممن يعشقون تراب هذا النادي ويتمنون له التقدم والرفعة والازدهار.
علينا استيعاب التجربة وتجاوز عثراتها قدر الإمكان، وإذا كانت ادارة النادي ذاتها اعترفت بوجود عثرات مادية وادارية فمعظم الاندية الرياضية في مملكتنا الحبيبة تعاني من نقص في الموارد المادية والادارية، فلا ضير ان أرفع صوتي عالياً مناشداً أخوتي واحبتي عشاق ومحبي هذا النادي البنفسجي ان نتجمع على بساط المحبة والصفاء والوداد لإصلاح ما نستطيع اصلاحه وفي اسرع وقت ممكن، وانا على استعداد لضيافتكم في منزلي العامر بوجودكم متى ما رأت الادارة الموقرة ذلك.
وحتى لو توصلنا فيما بعد الى يقين بحلحلة الازمة المالية والادارية فهو امر يستدعي الدراسة الفعلية حتى نستفيد من تجربة مقبلة اكثر نضوجاً وتقديراً لدور الإداري وأهميته كصانع قرار في الاندية الرياضية، ولعلي أعطيه بعض الحق في ذلك فهو لم يتعود على الادارة الرياضية ومتطلباتها التي تتطلب الكثير من الجهد والعمل الذؤب والتضحية بالوقت والمال، لكن ينبغي ان لا يتسرع في اصدار الاحكام السلبية على الاخرين، وعليه التضحية من اجل خدمة ناديه ووطنه.
بريحة العطر والمسك والعنبر والعود رمضان مبارك علينا وعليكم، يعود شهر الخير والرحمة والمغفرة والكرم والجود، ولكم التهاني من قلبي المحب لكم والودود، داعياً الله أن يتقيل صيامكم وقيامكم وسعادة غامرة وعمر مديد.
على الخير نلتقي لنرتقي، وقوم تعانوا ما ذلوا
تحياتي وامنياتي لكم بالخير
عاشق الابتسام / فوزي أمان