الأندية تتعلل بالأزمة المالية وتصرف المليارات على الفسح
معسكرات الأندية الخارجية ... بذخ مالي وصرف بلا حدود
ما شاء الله تبارك الله من البداية نتوقع لدوري زين هذا الموسم ان تكون منافساته ساخنة ومختلفة عن كل المواسم وان يكون الصراع على أشدّه بين أكثر من ناد ؛ فالاستعدادات غير العادية للفرق قد بدأت بالتحضير والكشف الطبي والتدريب وانتداب اللاعبين والمدربين الأجانب والمعارين داخليًا ، والمعسكرات الخارجية على غير العادة والتي اتفقت أغلب أنديتنا على الوجهة الأوروبية ، بعيدًا عن حرارة أجوائنا التي تغلي والرطوبة التي لا فكاك منها ، والتي قطعًا لا تساعد شبابنا على التدريب ولا حتى إجراء أي مجهود بدني ...
قد يكون لبعض الفرق والأندية عذرها في التواجد في المعسكرات الخارجية لتوفر السيولة المادية بوجود رعاة رسميين لها ، وللمنافسة الدائمة على البطولات ولطموحها المتجدد في مشاركاتها الآسيوية للوصول للعالمية ، وقد يكون لبعض الفرق طموحات بعيدة عن المنافسة والسكون في منطقة الدفء والأمان والبعض الآخر طموحه فقط عدم السقوط والهبوط للدرجة الأدنى ، لهذا كله نجد الطموح يختلف من ناد لآخر.
ما يُلاحظ بأن أغلب الأندية والتي حزمت حقائبها مع الطيور المهاجرة تئن وتشتكي دائمًا من قلة الحيلة والعجز المادي والرواتب المتأخرة للعاملين واللاعبين على حد سواء ، إلاّ إنها وبقدرة قادر تحصّلت على المبالغ ووفرّت تكاليف المعسكرات من طيران وإقامة وتدريب وخلافه ، وتناست مع شدة الحر والرطوبة الديون والأزمة المالية التي زكّمت بها أنوف عشاقها وصدّعت بها رؤوس المتابعين والمشجعين على مدى سنوات متتالية .
لا نعيب هذا التوجه والنظرة المستقبلية والتخطيط للتطوّر والارتقاء بالتدريب وصقل العقلية الاحترافية والاستفادة من التقنيات العلمية والاحتكاك مع المدارس الأوروبية المتطورة ، ولكن هل وضعت كل هذه الفرق ( المهاجرة ) دراسة جدوى لهذه المعسكرات التدريبية المختلفة كليًا عن أجواء منافساتنا الساخنة ؟ وهل وضعت الأهداف المرجوة والمكاسب التي ستجنيها بعد الكُلفة الباهظة ؟ وهل تكلّفت بعض الأندية والفرق ووضعت في حسبانها وميزانيتها الاستفادة من الطاقات الوطنية التدريبية والإدارية لإطّلاعهم على الطرق التدريبية والإدارية المتجددة في القارة الأوروبية ؟
من الصعب أن تتشكل رؤية واحدة وقرار جماعي واحد باتجاه مكان وزمان معيّنين ، إلاّ إذا كانت هناك أطراف متداخلة مستفيدة نسقّت بين الجميع وخططّت لمثل هذا التواجد ( الأوروبي ) الملفت للفرق السعودية ، أم هي العدوى التي أصابت أحد الفرق وانتقلت للآخرين بسرعة البرق أم هي الصدفة المحضة !! أو هي كما يقول المثل " مع الخيل يا شقراء " بغض النظر عن المكتسبات الإيجابية لمثل هذه المعسكرات ...
نقطة أخر السطر :
الهرولة غير المحسوبة بين الصغار والكبار، قد تتعب في نهاية المشوار من ليس لديه التخطيط السليم والوفرة المالية واستقراء المستقبل، والقدرة على لملمة الأوراق في الزمان والمكان المناسبين
أحمد الطوال / سنابس