ابتسامته في لحظة صفاء
أحفظ لسانك أيها الانسان، لا يلدغنك إنه ثعبان، كم في المقابر من قتيل لسانه، كانت تهاب لقاءه الاقران, للحياة حلاوة عندما نفهمه ، صعوبة عندما نكابر، واستحالة عند اليأس, عندما تخرج من لسان أعزّ وأقرب الناس إلينا من لا نشك بحبهم قدر أنملة ومن لهم في القلب مكانة خاصة لا تقدّر بأي ثمن، نعم عندما تتفوّه ألسنتهم بكلمات جارحة هنا تُجرح القلوب بسهام يصعب معالجتها.
إن الكلمة المسمومة المغلفة بالسواد الاعظم كلمة قادرة على إصابة قلب إنسان بالتوقف، كلمة قادرة على إحداث تجلط في الدم يسد أحد شرايين القلب، كلمة قادرة على إذابة جدار المعدة وإصابتها بالقرحة كلمة قادرة على اصابة توازن الأنسولين في الجسم بالخلل وبالتالي ظهور مرض السكر على غير توقع، وكلمة قادرة على اصابة رجولة الرجل بالشلل، الكلمة المسمومة قد تكون أشد فتكاً بالإنسان من السم الكيميائي أو سم الثعابين.
وهناك كلمات لها تأثير السم الزعاف وتحدث تأثيرها القاتل في نفس اللحظة، وهناك كلمات لها مفعول السم التدريجي والتي إذا ظل الإنسان يتعرض لها شهوراً أو سنوات فإنها تنتهي به إلى خلل يصيب أحد اجهزة الجسم, إذن فالكلمة السامة حين تصل إلى مركز الإدراك تهز الوجدان بالألم، وتشتت التفكير، وتسبب حزنا وقلقاً يتطور إلى مرضاً.
وقال لقمان الحكيم: إن من الكلام ما هو أشد من الحجر وأنفذ من وخز الابر وأمر من الصبر وأحر من الجمر، وإن القلوب مزارع فأزرع الكلمة الطيبة فإن لم تنبت كلها ينبت بعضها
والكلام اللين يلين القلوب التي هي اقسى من الصخور والكلام الخشن يخشن القلوب التي هي انعم من الحرير.
يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، نعم القلوب تهوى و تميل فاحذر مما تهوى وأحذر مما تميل، فلنزيل الاشواك والعثرات ولنمهد الطريق ونعيدها لحب الخير والناس وحب كل ما هو جميل ورائع، فلنعود انفسنا بترطيب قلوبنا على المداومة على حب الله ورسوله صلى الله عليه واله وسلم، نعودها على الطاعات وكل ما يقربنا من الله سبحانه وتعالى.
ولنحذر ولنحتاط ولنضع المتاريس والأشواك والحدود ونقاط التفتيش على كل من يحاول ان يميل قلوبنا على المعاصي والآثام, القلوب القاسية واللاهية والعابثة والغافلة كلها قلوب قد تعفنت وتقلبت في الهاوية، نريد ان لا نغفل فنغفل، وان لا ننسى فننسى.
لا تندم على حب عشته حتى ولو صار ذكرى نؤلمك فإذا كانت الزهور قد جفت وضاع عبيرها ولم يبق منها غير ألأشواك فلا تنس أنها منحتك عطراً جميلاً أسعدك في يوم من الأيام لا تكسر أبداً كل الجسور مع من تحب فربما شاءت الأقدار لكما يوماً ولقاء آخر متجدد يعيد ما مضى ويصل ما انقطع ، فإذا كان العمر الجميل قد رحل فمن يدري ربما انتظرك عمر أجمل.
إذا قررت يوما أن تترك حبيبا أو صديقاً ، فلا تترك له جرحاً، فمن أعطانا قلباً لا يستحق منا أبداً أن نغرس فيه سهماً، أو نترك له لحظة ألم تؤذيه، وما أجمل أن تبقى بيننا لحظات الزمن الجميل.
إذا فرقت الأيام بينكما فلا تتذكر لمن كنت تحب غير كل إحساس صادق، ولا تتحدث عنه إلا بكل ما هو رائع ونبيل، فقد أعطاك قلباً وأعطيته روحا وليس هناك أغلى من القلب والروح في حياة الإنسان.
إذا جلست يوماً وحيداً تحاول أن تجمع حولك ظلال أيام جميلة عشتها مع من تحب، اترك بعيداً كل مشاعر الألم والوحشة التي فرقت بينكما، حاول أن تجمع في صفحات قلبك كل الكلمات الجميلة التي سمعتها ممن تحب، وكل الكلمات الصادقة التي قلتها لمن تحب.
خبئ في حنايا روحك مجموعة من الصور الجميلة لهذا الإنسان الذي سكن قلبك يوما ملامحه، وبريق عينيه الحزينتين، وابتسامته في لحظة صفاء، ووحشته في لحظة ضيق، والأمل الذي كبر بينكما يوماً وترعرع حتى وان كان قد ذبل ومات.
إذا سألوك يوماً عن إنسان أحببته فلا تقل سراً كان بينكما، ولا تحاول أبدا تشويه الصورة الجميل لهذا الإنسان الذي أحببته اجعل من قلبك مخبأ سرياً لكل أسراره وحكاياته، فالحب أخلاق قبل أن يكون مشاعر.
وإذا شاءت الأقدار وأجتمع الشمل يوماً فلا تبدأ بالعتاب والشجن، وحاول أن تتذكر آخر لحظة حب يينكما كي تصل الماضي بالحاضر، ولا تفتش عن أشياء مضت، لأن الذي ضاع قد ضاع، والحاضر أهم كثيراً من الماضي، ولحظة اللقاء أجمل بكثير من ذكريات وداع موحش، وإذا اجتمع الشمل مرة أخرى حاول أن تتجنب أخطاء الأمس التي فرقت بينكما، لأن الإنسان لابد أن يستفيد من تجاربه.
لا تحاول أبدا أن تصفي حسابات، أو تثأر من إنسان أعطيته قلبك، لأن تصفية الحسابات عملة رخيصة في سوق المعاملات العاطفية، والثأر ليس من أخلاق المحبين، ومن الخطأ أن تعرض مشاعرك في الأسواق، وأن تكون فارساً بلا أخلاق، وإذا كان ولا بد من الفراق فلا تترك للصلح باباً إلا مضيت فيه.
إذا اكتشفت أن كل الأبواب مغلقة موصدة، وأن الرجاء لا أمل فيه، وأن من أحببت يوماً أغلق مفاتيح قلبه وروحه وعقله وألقاها في سراديب النسيان، هنا فقط أقول لك إن كرامتك أهم كثيراً من قلبك الجريح حتى وإن غطت دماؤه سماء هذا الكون الفسيح، فلن يفيدك أن تنادي حبيباً او صديقاً لا يسمعك وأن تسكن بيتاً لم يعد يعرفك أحد فيه، وأن تعيش على ذكرى إنسان فرط فيك بلا سبب.
أعطي الناس أكثر مما يتوقعوا وتذكر دائماً الطريق الى النجاح الكبير يتضمنه مخاطر كبيرة جدا وعندما تخسر لا بد ان تستفيد من خسارتك بأن تعتبر, أحترم نفسك، وأحترم الاخرين، وأحترم تصرفاتك وكن مسئول عنها.
في الحب لا تفرط فيمن يشتريك، ولا تشتر من باعك، ولا تحزن عليه, اتمنى ان اكون اصبت الصحيح فهو من الله وحده، وأن أخطأت فمني ومن الشيطان أعاذنا الله منه وإياكم.