افتتاح مسجد العهد
قال تعالى " إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ " صدق الله العظيم.
انه لشرف عظيم لنا أن نكون مشاركين في افتتاح مسجد العهد الذي يحظى باهتمام بالغ من اهالي أم الحمام الحبيبة ومن اصدقاء المرحوم جاسم خاصة، متمنيا أن يأخذ هذا المسجد دوراً متميزاً في نشر الثقافة والوعي الديني.
في هذا اليوم المبارك، وفي هذا المشهد المهيب، الذي تحضره قيادات دينية واجتماعية تعود بي الذاكرة إلى تلك النقاشات والجلسات الطوال التي قضيناها مع هذا المهندس الاستثنائي رحمة الله عليه الذي ما قال يوما لمطلب أو عمل أو مشروع فيه خير، وفيه بر وأحسان، وفيه بركة و نفع للناس كلمة لا.
كان يستمع ثم يطرق قليلاً، وتأخذه هذه الإطراقة للحظات من الزمن، بعيداً بعيدا، وعميقاً عميقا، في رحلة تأمل وتبصر، يقلب فيها كل جوانب الموضوع، بكل أبعاده ونتائجه، ليعود بعدها من رحلة تفكيره مفاجئاً من حوله قائلاً بإرادة وعزيمة وتصميم توكلنا على الله وهكذا ما كان يبدو مستحيلاً بداية، يصبح كائنا وحقيقة ناصعة.
ان هذا الاعمار لمسجد العهد ليؤكد حرص القائمين عليه على اعمار بيوت الله ورعايتها ونشر الخير والهدي والنور على ثرى أم الحمام، ومنبر من منابر الهدى والعلم ومنارات الاصلاح الاخلاقي وقلعة للحفاظ على الموروث الاجتماعي والثقافي والديني.
ان افتتاح هذا المسجد يأتي تحقيقاً لأمنيات المرحوم الذى وضع لبناته وخطواته الاولى في التشييد وأكمله من بعده الرجال الاوفياء العاشقين والمحبين لروحه الطاهرة تخليداً لذكراه العطرة الزكية.
إن حضوركم الكبير والمشهود في هذا اليوم المبارك في افتتاح مسجد العهد هو دليل على المشاركة بفرحة هذا الانجاز و التضامن القوي والحب الكبير الذي تحمله قلوبكم للمرحوم المهندس جاسم.
رافعين الأكف بالضراعة إلى الله تعالى أن يحفظ عيشنا ووطننا ووحدتنا وأن يوفقنا إلى ما ينفع أم الحمام واهلها, وصدق الله تعالى الذي قال في القرآن الكريم " فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ".
لا يسعني في هذه اللحظات المباركة الى أن أشكر كل من عمل وشارك ودعم مادياً ومعنوياً بالوصول بهذا الصرح الشامخ وهذه التحفة المعمارية الى حيز الوجود، الذي سوف يكون له اكبر الأثر في الدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
هنيئاً لكل نفس صافية بافتتاح هذا الجامع المبارك وهنيئاً للمهندس جاسم رحمة الله عليه بهذا العمل الصالح والخير الدائم والينبوع الذي يغسل الدرن وينقي الروح والبدن.
رحم الله جاسم الخير والعطاء واسكنه الفسيح من جناته وحشره مع محمد وآل محمد وعندك نحتسبه يا رب العالمين، وصلى اللهم على محمد وآل بيته الهداة المهديين المهتدين.