عند الامتحان يكرم المرء أو يهان
عندما كنا صغاراً في المدرسة كثيراً ما سمعنا من أساتذتنا الكرام المثل المعروف (عند الامتحان يكرم المرء أو يهان)، وتعلمنا أن الامتحان وسيلة لتقييم للجهد الذي بذلناه في التحصيل العلمي خلال العام الدراسي، وكل طالب يحصد نتيجة تحصيله وجهده خلال العام.
أظهرت الدراسات الحديثة في كثير من الدول أن طلبة المدارس من ذوي القدرات الرياضية يتفوقون بشكل أفضل، واختبر الباحثون أكثر من 595 شخصاً من الرياضيين الموهوبين ما بين سن 12 إلى 20 عاماً، وأظهرت الدراسة أن المهارات العامة التي تكتسب من خلال النشاط الرياضي المكثف تلعب دوراً حاسماً في تحقيق نتائج دراسية جيدة في المدرسة.
ومثلاً يبدو أن الرياضيين الموهوبين أكثر قدرة على تخطيط جداول الاستذكار, مما يضمن نجاحاً دراسياً أفضل، بالإضافة إلى أن لديهم دافعاً أكبر للدراسة وتحقيق نتائج عالية, وقال الباحثون إن نتائج الدراسة يمكن أن تساعد الرياضيين الموهوبين في الحصول على توجيه مدرسي أفضل.
يضاف إلى ذلك بأن الباحثون يعتقدون الدراسة تثبت وتؤكد أن ممارسة الرياضة نشاط مهم، حتى بالنسبة للمراهقين الذين لا يتفوقون في أي رياضة معينة, ويؤكدون علمياً أنّ التربية البدنية اليومية والمهارات الحركية المكيفة لا تحسن مهارات الطلاب الحركية فحسب، بل نتائجهم الدراسية أيضًا.
أيها الطلب وأيها اللاعب أنت في حاجة ماسة الى النجاح في الدراسة لأنها المسلك الوحيد لعيش حياة جميلة هادئة مستقرة، أي أنها من الوسائل التي تضمن لك عمل يكسبك قوتك وقوت عيالك في المستقبل, فهناك خطوات يلزم على الطالب اتباعها لتحقيق النجاح، وتحقيق النجاح الدراسي يعتبر من أولويات الأهداف الذي ينشدها الطالب، ولكل نجاح مفتاح وفلسفة وخطوات ينبغي الاهتمام بها ولذلك أصبح النجاح اليوم وغداً علماً وفناً وهندسة.
والنجاح فكراً يبدأ, وشعوراً يدفع ويحفز، وعملاً وصبراً يترجم، وهو في الأخير رحلة الى اعماق الكتب وفصول الدراسة, والطموح كنز لا يفنى ولا يسعى للنجاح من لا يملك طموحاً وعزيمة وإصرار، ولذلك كان الطموح هو الكنز الذي لا يفنى، فكن طموحاً وانظر إلى المعالي، فسوف تترجم هذه الطموحات وتتحقق هذه الاحلام في يوم من الايام على ارض الواقع.
العطاء يساوي الأخذ، والنجاح عمل وجد واجتهاد وتضحية وصبر، ومن منح طموحه صبراً وعملاً وجداً، حصد نجاحاً وثماراً، فاعمل واجتهد وابذل الجهد لتحقق النجاح والطموح والهدف، فمن جدّ وجد ومن زرع حصد ومن سار على الدرب وصل، وقل من جد في أمر يحاوله، وأستعمل الصبر إلا فاز بالظفر.
غير رأيك في نفسك فالإنسان يملك طاقات كبيرة وقوى خفية يحتاج أن يزيل عنها غبار الزمن وغبار التقصير والكسل، فأنت أقدر مما تتصور، وأقوى مما تتخيل، وأذكى بكثير مما تعتقد وتذكر قول الامام علي عليه السلام (أتعرف أنك جرم صغير وفيك أنطوى العالم الاكبر)، اشطب كل الكلمات السلبية عن نفسك مثل لا أستطيع، ولست ذكياً, وردد باستمرار أنا قادر على تحقيق النجاح.
فالنجاح هو ما تصنعه أنت وليس الاخرين، لذلك فكر بالنجاح بشكل شمولي في شتى مناحي الحياة وليس مقتصراً على حال دون أخر, فالناجح يبدأ رحلته بحب النجاح والتفكير فيه، ففكر وابدأ رحلتك نحو هدفك وبدون خوف أو قلق أو تردد, وتذكر أن النجاح يبدأ من الحالة النفسية للفرد، فعليك أن تؤمن بأنك ستنجح بتوفيق الله من أجل أن يكتب لك فعلاً النجاح.
والناجحون لا ينجحون وهم جالسون في أماكنهم لا هم ينتظرون النجاح عن طريق الصدفة، ولا يعتقدون أنه فرصة حظ، وإنما يصنعونه بالعمل والجد والاجتهاد والعزيمة والمثابرة والتفكير والحب واستغلال الفرص والاعتماد على ما ينجزونه بأيديهم وعقولهم ولا بأيدي غيرهم.
وإما الفشل فهو عكس النجاح تماما فهو مجرد حدث وتجارب فلا تخش الفشل أبداً، بل استغله ليكون معبراً لك نحو النجاح, فلم ينجح أحد دون أن يتعلم من مدرسة النجاح، وكثير من المخترعين والمفكرين قاموا بمحاولات فاشلة قبل أن يحققوا إنجازاتهم الرائعة، ولكنهم لم ييأسوا ولم يحبطوا بعد المحاولات الفاشلة التي يعتبرونها دروساً تعلموا من خلالها قواعد علمية كثيرة.
وتذكر أن الوحيد الذي لا يفشل هو من لا يعمل، وإذا لم تفشل فلن تجد الفشل فرص وتجارب, ولا تخف من الفشل ولا تترك محاولة فاشلة تصيبك بالإعياء والإحباط، وما الفشل إلا هزيمة مؤقتة تخلق لك فرص النجاح.
املأ نفسك بالإيمان والأمل والتفاؤل, فالإيمان بالله أساس كل نجاح، وهو النور الذي يضيء لصاحبه الطريق، وهو المعيار الحقيقي لاختيار النجاح الحقيقي, والإيمان بالله تم بقدراتك يمنحك القوة وهو بداية ونقطة الانطلاق نحو النجاح، وهو الوقود الذي يدفعك نحوه، والأمل هو الحلم الذي يصنعه لك.
فرحلة النجاح تبدأ أملاً ثم مع الجهد يتحقق الأمل, اكتشف مواهبك واستفد منها فلكل إنسان مواهب وقوى داخلية كامنة ينبغي العمل على اكتشافها وتنميتها، ومن مواهبنا الإبداع والذكاء والتفكير والاستذكار والذاكرة القوية، ويمكن العمل على رعاية هذه المواهب والاستفادة منها بدل أن تبقى معطلة لا دور لها في حياتنا.
الدراسة متعة وطريق للنجاح وسلم نصعد بها الى المجد والرفعة، والمرحلة الدراسية من أمتع لحظات الحياة، ولا يعرف متعتها إلا من مر بها والتحق بغيرها.
ومتعة التعلم لا تضاهيها متعة في الحياة وخصوصاً لو ارتبطت عند صاحبها بالعبادة، فطالب العلم عابد لله، وما أجمل متعة العلم وهي مقرونة بمتعة العبادة، فالدراسة وطلب العلم متعة تنتهي بالنجاح، وتتحول لمتعة دائمة حين تتكلل بالنجاح.
والناجحون يثقون دائما في قدراتهم على النجاح، فالثقة في النجاح يعني دخولك معركة النجاح منتصرا بنفس عالية، والذي لا يملك الثقة بالنفس يبدا معركته منهزما, وخد بقول الشاعر:
لا تحسبن المجد تمرا انت اكله *** لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر
فنصيحتي لإخواني اللاعبين الذين مازالوا على مقاعد الدراسة ان يهتموا بدراستهم ويتذكروا ان التوفيق من الله والأسباب من الانسان, واحذفوا كلمة سوف من حياتكم ولا تؤجلوا عمل اليوم الى الغد، واحذروا الايحاءات السلبية والخوف من الفشل وثقوا بالله الواحد الاحد الفرد الصمد، وابذلوا الاسباب، ولا تنسوا اهمية العلم والتعلم، واحذروا رفقاء السوء والكسالى والعاجزون الغير مهتمين بالنجاح للوصول الى اعلى المراتب.
وقوموا بأذاء واجباتكم وراجعوا يوماً بيوم, ولا تنسوا الغذاء السليم من الخضاؤ والفاكهة, وابتعدوا عن الاكلات السريعة والدسمة، واحرصوا على تنظيم الوقت واستغلاله استغلالاً جيداً بما يعود عليكم بالنفع والخير والفائدة، ولا تنسوا أن تحددوا اولوياتكم الدراسية وغيرها وفقا للوقت المتاح.
متمنياً لكم جميعاً التوفيق والنجاح, والله ولي التوفيق