أمنية وشرف
الإنسان هذا الكائن الرائع في تكوينه، الذي أبدع في صنعه المبدع المصور سبحانه، خلق له المشاعر فيها النبض، والروح فيها النور، هذا الكائن خليط بين التراب يشده للأرض ومن نفخة من رب العباد تجذبه للسماء، وهو بين خير وشر، وحسنة وسيئة، حتى يلقى ربه، فمن شملته رحمة الرحمن ولطف الخبير العليم فقد فاز بالرضوان.
عندما تنمو في نفوسنا بذرة الحب نعفي أنفسنا من أعباء و مشقات كثيرة, إننا لن نكون في حاجة إلى أن نتملق الآخرين لأننا سنكون يومئذ صادقين مخلصين إذ نزجي إليهم الثناء والشكر والتقدير, إننا سنكشف في نفوسهم عن كنوز من الخير وسنجد لهم مزايا طيبة نثني عليها حين نثني و نحن صادقون، و لن يعدم إنسان ناحية خيرة أو مزية حسنة تؤهله لكلمة طيبة، ولكننا لا نطلع عليها و لا نراها إلا حين تنمو في نفوسنا بذرة الحب.
كم نمنح أنفسنا من الطمأنينة والراحة والسعادة، حين نمنح الآخرين عطفنا وحبنا وتقديرنا وثقتنا، يوم تنمو في نفوسنا بذرة الحب، حين نعتزل الناس لأننا نحس أننا أطهر منهم روحاً، أو أطيب منهم قلباً، أو أرحب منهم نفساً، أو أذكى منهم عقلاً، لا نكون قد صنعنا شيئاً كبيراً، لقد اخترنا لأنفسنا أيسر السبل وأقلها مؤونة.
إن الفرح الصافي هو الثمرة الطبيعية لأن نرى أفكارنا ملكاً للآخرين، ونحن بعد أحياء، أن مجرد تصورنا لها أنها ستصبح ولو بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض زاداً للآخرين ورياً يكفي لأن تفيض قلوبنا بالرضى والسعادة والاطمئنان.
النجاح في الحياة امنية تلهث في قلوب أصحابها، كلمة ما أحببت مثلها شئ في حياتي، ولا أجد كلمة في الدنيا تدير رقبتي الى الخلف غيرها، بل هي أمنية وشرف وفرح وفوز وأنتصار، تاريخ بعيد لكنه غير مستحيل، وأرض تبدو صلبة لكنها قابلة للحرث والزرع، وحياة حافلة بالمخاطر لكنها مليئة بالعواقب الحميدة.
النجاح هو الشعور الذي يدفعنا لمواصلة المسير، والقيام من بعد السقوط، وهو الذي ينقلنا من الضعف للقوة، ومن الجهل للعلم، ومن الشر للخير، وللوصول لهذه المشاعرعلينا التقرب الى الله سبحانه، والتوكل عليه في جميع الامور والعمل برغبة اكيدة في تحقيق النجاح.
يا أصحاب الهمم العالية، ويا أيها الذين تاقت أنفسهم لبلوغ المعالي، ويا أيها الجادون العاملون في زمن التواني، ويا باحثين عن فرص النجاح في أرض النجاح، اعذروني فقد هتف قلبي بكم وبلونكم البنفسجي الملائكي في عالم يحتاج الى كثير من التضحيات.
يا أيتها النفس البنفسجية السباقة نحو القمة، أنت الان في افضل وأيسر حال ولا أحسن من بلوغ المجد في زمن الثواني, أن النجاح في الحياة يورق الناجحين وحدهم، وشعور يتألق بهم في عالم الحياة، فيجعل منهم أخرين على مساحات هذا الكون الفسيح.
لن يتحقق النجاح في عالم الواحد منا، ما لم نؤمن أيمانا صادقا ويقينا اننا أهل لذلك النجاح, أن العامل النفسي مهم للغاية في أقناع نفوسنا بتحقيق معالم نجاحها في الحياة، وما لم نصل الى أعماقنا فنثق بها ونهتف بتميزها، ونكتب في قرارها أننا من الناجحين والفائزين, وهذه بذاية الطريق، ومن لم يحسن البداية فلن يكون له نهاية.
كلما ازداد أيمانك بالله وثقتك بنفسك، كلما قل تأثيرالآخرين عليك، وخاصة تلك التأثيرات السلبية التي قد لا تجلب لك إلا الهم والكدر والقلق والتوتر وفقدان التركيز وفي النهاية خسارة مؤلمة موجعة لمباراة ربما كانت في منتاول يدك وكنت الاقرب والاجدرللفوز فيها.
فمثلاَ يمكن أن تكون من الافضل والأكثر مهارة في الفريق، لكن مع ذلك يجب أن تملك الثقة بالنفس لأقناع الجماهير بأنك اللاعب الذي يعول عليه الجميع في كسب النتجية، وخاصة إذا كانت لغة جسدك تتفق مع ثقتك بنفسك، فانا على يقين بانك ستكون اللاعب المحبوب والمدلل لدى الجماهير المحبة والوفية.
تميل دائما الجماهير للثقة باللاعبين الذين يظهرون رباطة جأش، وثقة كبيرة بأنفسهم، وتسخير قدراتهم وأمكانيتهم لصالح الفريق بعيدا عن السلبية والانانية والاستعراضية والمزاجية، فاذا كنت تشعر بالضعف والخجل وعدم القدرة لتأدية الدور المطلوب منك، فعليك أخبار من يهمه الامربذلك، فلا تعتقد بأن الامر سيكون أسهل في المباريات القادمة مع الفرق الكبيرة اصحاب الالقاب والبطولات.
فأن كلامك الايجابي عن نفسك سوف يؤثر على عطائك أيجابيا، وان كلامك السلبي عن نفسك سوف يؤثر عليك ويجعلك غير قادر على التقدم والفوز, لذا عليك أن تثق بنفسك وبقدراتك وأن تتوكل على الله في كل الامور، وسوف تبلغ غاياتك وتحقق مرادك بل وتسعد أحبابك، وتذكر بأن الثقة بالنفس وتأدية الواجب بصدق وأمانة وأخلاص تولد ثقة الاخرين فيك، وايضا تساعدك على التواصل مع المجتمع بشكل مريح.
أحب أن أهدي باقة حب لمن علمني التسامح من القلب, تذكر دائما ان الشتاء هو بداية الصيف، والظلام هو بداية النهار، والأمل هو بداية كل شيء في الدنيا بما فيها السعادة، عيش كل لحظه كأنها آخر لحظه فى حياتك، عيش بالإيمان، عيش بالأمل عيش بالحب وقدر قيمة الحياة, أنثر بذور الحب على أرض المشاعر الخصبة، وأسقيها بالاخلاص والصدق والوفاء، لتنمو وتصبح أسطورة في الجمال وفي الخيال.