آمان: يلقي كلمة النادي في تأبين الفقيد آل قو أحمد
ألقى رئيس مجلس إدارة نادي الابتسام الأستاذ فوزي آل آمان كلمة إدارة نادي الابتسام وأعضاء شرفه ومنسوبيه كافة, في تأبين فقيد أم الحمام وأبنها البار المغفور له بإذن الله المهندس جاسم بن حسن آل قو أحمد والذي وافته المنيه يوم الثلاثاء الماضي.
وكانت الكلمة التي نبع منها الحزن والأسئ على فقد المهندس آل قو أحمد كالتالي:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد واله الطيبين الطاهرين
(الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون)
أقف بينكم في هذه اللحظات الحزينة ممثلاً عن إدارة نادي الابتسام وأعضاء شرفه ومنسوبيه كافة مشاركاً بهده الكلمة التي تعبرعن حزننا الشديد برحيل ابن ام الحمام البار الأخ الحبيب المهندس جاسم بن حسن آل قواحمد (رحمة الله عليه).
بالأمس القريب غيّب الموت أخاً وصديقاً وعزيزاً على الجميع، ونكست ام الحمام الحبيبة علم من اعلامها الخفاقة، ورفعت على اسوارها رايات الحداد السود معلنة بقلب كسره الحزن والاسى والالم عن طي صفحة مضيئة من تاريخها السرمدي، وعن خمود نور قنديل منير من قناديلها المضئية والمشعة، ولتمسك مع أبنائها المخلصين بسرج جواد الزمن الاصيل وقد ترجل عنه فارس أخر ورجل عز نظيره وقل مثيله.
ناعية بدموعٍ انهمرت امطاراً صيفيةً في شوارعها الحزينة عن وفاة ابنها البارالمهندس جاسم رحمه الله واسكنه فسيح جناته ، وعزاؤنا فيه, أنه قدم الى رب رحيم وملكاً كريم ورحل من دنيا فانيه الى دار باقيه وندعوا الله تعالى ان يكون في جنة عاليه قطوفها دانية.
ويبقى من شروط مايبقى للانسان بعد موته الولد الصالح، وصدقة جارية، وعلم ينتفع به، وقد حضى ولله الحمد بهده النعم، فقد ترك أبو أحمد من ألابناء والاخوان البررة من لا تنقطع دعواتهم له بالرحمة والمغفرة والرضوان، وايضا مسجده الدي قارب على الانتهاء، وعلمه الدي سخره لخدمة دينه ووطنه.
أخذناك انت ياابا احمد من حديقة العمر، سرقناك من زمنك لتكون جزءً لا يتجزأ منا ورغماً عنا سنحبك أكثر دوماً وابداً ولو طال الفراق أكثر، سنكون اوفياء لترابك الطاهر، سنكون أوفياء لك ما حيينا وسنلتقي حتماً في جنة النعيم في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
لئن رحل عنا أبوأحمد بجسده الطاهر فأن ذكراه سوف تظل محفورة في ذكراتنا على مدى الزمن، ومغروسة في وجداننا، ومحبته سوف تبقى راسخة في أعماق قلوبنا وفي قلوب محبيه في كل زمان ومكان، وأن عزاؤنا هو في أخوته وابنائه، ولله الحمد من قبل ومن بعد وانا لله وأنا اليه راجعون.
ولعل سيرة حياة ألاخ العزيز أبوأحمد هي من ذاك النوع من القصص المثالية المليئة بقيم المرؤة والتضحية ونكران الذات، خرج من احد البيوت العتيقة العريقة، ومن عائلة كريمة غنية عن التعريف، يحمل صفات الرجولة والمروءة والشهامة واخلاق ابناء البلد الطيبين الغيارى، وتصميماً اين منه الجبال، وارادة صلبة لا تتزعزع، وكان واضحاً منذ شبابه ان لديه الكثير ليقدمه لام الحمام الغالية وناديها نادي الابتسام.
كان رحمة الله عليه على استعداد دائم للبدل والعطاء والدفاع عن معتقداته ولا يهدأ له بال ولايشعر بالراحة في تقديم أي خدمة أو فعل قادرعلى تحقيقه. كان مهموما بجمع الاصدقاء والاحباب وخاصة يوم الخميس ليلا، ورغم ذلك لا تفارقه روح الدعابة المعروفة عنه أينما حل وارتحل وفي جميع الأوساط مما أكسبه حبا عميقا في قلوب محبيه وجميع من تعرف إليه.
لقد سرقت منا الفرحة بصديقنا وحبيب قلوبنا، كنا سعداء بصداقته وبصحبته تعامل مع اخوانه في أدارة النادي كالعصافير نظرات الحب تحاكى عيونهم اتفقنا على العمل سويا بالوصول بالنادي الى اعلى المستويات من خلال دعمه اللا محدود ماديا ومعنويا، خططنا ورسمنا واتفقنا ولكن القدر كان اسرع واقوى منا جميعا خطفه في لمحة بصر، في لحظة من لحظات العمر اليائسة.
لقد تبرع المرحوم بإعداد خرائط مشروع مقر النادي والصالة الرياضية وكانت التكلفة مائة وعشرين ألف ريال. وعندما صعد فريق كرة الطائرة للممتاز عبرعن فرحته الغامرة وسعادته الكبيرة بهذا الإنجاز الرائع، فقدم مبلغ عشرين ألف ريال مساهمة منه في تكريم أبنائه اللاعبين. إنه في الحقيقة رجل يعشق الإنجاز، ويسعده أن يرى الإنجازات المتتالية تتحقق أمام عينيه، فكان يدعم ويساند كل من يريد أن ينجز خيرا، فجزاه الله عنا كل خير.
عندما ترتقي النفس البشرية إلى ملكوت الإخلاص، وتتحرر من أغلال الهوى، فإنها تصبح تواقة لنيل الهدف الرباني مجتازة كل العقبات التي تقف حائلا دون الوصول إلى ذلك، فتسمو هذه النفس عاليا غارسة بصمتها في منظومة الواقع راوية صحراءه القاحلة بزلال العمل الصالح والجهاد بالنفس والنفيس في سبيل ما تومن به وتصبو إليه، جاعلة منه بساتين يانعة لا تنضب أبدا.
مهندسنا وحبيبنا أبو احمد رحمه الله حمل هذه النفس، فحلق عاليا، ونثر أسمى آيات الجهاد النفسي على أرض المآسي، وقدم أرقى مكارم الأخلاق لدنيا الفتن والبلاء، سنوات قليلة نمضي ونلقى الله، فمنا من يواريه النسيان مع آخرحثوة تراب تنهال على جسده، ومنا من يتردد اسمه مع كل ومضة نور تفيض بها مجالس الذكر الفائحة برياحين الجنان المحفوفة بملائكة السماء.
نعزي أنفسنا جميعا وأقول لقد كان من خيرة الرجال الاوفياء المخلصين لمجتمعه وأصدقائه وسيبقى في قلوبنا مدى الحياة على الرغم من الغياب الجسدي الذي غابه فإنّه لا يزال حاضرا روحا وعقلا وفكرا يساورنا حديثه ويزورنا طيفه في كل زاوية من زوايا هذه البلدة الحبيبة. إنه فنان الهندسة الصديق الودود المحب المتسامح مع كل الناس الغيورعلى دينه ووطنه.
المـــعذره لأنكم سقيتم حزنكم بالفرح وأعدت عليكم غصات القلوب الحزينه ولكن نتذكر الأحبه نتدكر الصديق الوفي والاخ الحبيب والرجل المعطاء (أبو أحمد) الدي أعطى الكثير والكثير لام الحمام الغالية وناديها نادي الابتسام، الدي أعطت يمينه ما لا تعرف شماله.
أدعوله بالمغفره والرحمة والجنان، وعذرا مآكتبته لكم ما هو الا غصة وحرقة في القلب خنقت تعبيري وانفاسي.
وفي الختام إن أصدق عزاء نقدمها لك ولأسرتك الكريمة ولأنفسنا أن نواصل تلك المسيرة التي بدأتها وواصلتها حتى يوم يوم انتقالك إلى جوار ربك ، فتحية إجلال واكبار لروحك الطاهرة فلك منا كل الحب والإعزاز. الى جنات الخلد، فـنم قريرالعين فهذه حال الدنيا لم تخلّد الى أحدا أبدا، ولو أنك سبقتنا فنحن بك لاحقون وإلى ربناراجعون فكل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذوالجلال والاكرام.
لئن لم نلتقي في الارض يوما *** وفرق بيننا كاس المنون
فموعدنا غدا في دار خلد *** بها يحيا الحنون مع الحنون
تغمد الله الفقيد برحمته ورضوانه، وبسط عليه موائد جوده وفضله وامتنانه، وجعلنا وإياه من أهل إنعامه وإحسانه، وجمعنا وإياه ومن نحب في مستقر جنانه، اللهم الهم أهله ودويه ومحبيه الصبر والسلوان انك انت الرؤوف الرحيم. رحمه الله وعوّضنا فيمن يخلفه خيرعوض.