وطني وطن الخير
روحي وما ملكت يداي فداهُ، وطني الحبيب وهل أحب سواه، وهو الذي قد عشت تحت سمائه، وهو الذي قد عشت فوق ثراهُ.
وطني ذلك الحب الذي لا يتوقّف، وذلك العطاء الذي لا ينضب، ايها الوطن المترامي الأطراف شرقاً وغرباً، وشمالاً وجنوباً، أيها الوطن المستوطن في أعماق القلوب والارواح، أنت فقط من يبقى حبه وعشقه، وأنت فقط من نحبّ ونعشق الى الابد.
نبض قلبي حباً، وهلت تغاريد السعد تحناناً ووداً، وارتسمت بسمة السعادة على شفتي فأيقظت في نفسي حباً وشوقاً، فترجمت حروفي عزاً ومجداً وافتخاراً لوطن أحببته كل الحب من اعماق فؤادي، فبادلني الحب بالحب، والعطاء بسخاء، وطن كتب التاريخ عنه وخط أمجاده بحروف من ذهب.
أرضك يا وطني يا وطن الخير، تحولت فيها الصحاري الجرداء إلى جنات عدن خضراء تداعبها ناطحات السحاب، ثم ماذا يا وطن تمتد مسيرة العطاء فيك لنتوجك جميعاً تاج على رؤوسنا، ونمضي قدماً في خضم تطور الحياة، ونحن نحمل في قلوبنا حباً ينبض في كل عرق وشريان فينا تصويراً لوفائنا لك.
أنت يا وطن يا وطن الخير تسكن في أعماق قلوبنا وأرواحنا المحبة والمخلصة لك، نضحي ونفدي بأنفسنا من اجلك، نعيش بظلك، ونحتمي بأرضك، ونعيش تحت سمائك، وننعم بخيراتك، وننعم بأمنك، وامانك واستقرارك وازدهارك.
لذا يحق لنا في هذا اليوم كشعب سعودي أن نفتخر، وأن نفرح بهذا اليوم يوم الوطن وطن الخير، وما حققه من إنجازات كثيرة لا تحصى ولا تعد وفي شتى المجالات بحراً وجواً وارضاً كانت وما زالت محل إعجاب وتقدير الكثير من دول العالم، ونحن على يقين بان القادم أفضل وأجمل وأحلى بتوفيق الله تعالى يا وطن.
يحق لنا في هذا اليوم يوم الوطن أن نعيش ونتغنى بملحمة البطولة التي سطرها المؤسس الملك الراحل عبد العزيز بن عبد الرحمن أل سعود - طيب الله ثراه -، عندما وحد الجزيرة العربية تحت راية واحدة راية التوحيد، فكانت نقطة الانطلاقة ونقطة التحول لإعادة صياغة التاريخ الحديث للمملكة العربية السعودية.
يحق لنا هذا اليوم في وطن الخير في وطن المحبة والسلام أن نتباهى بشموخه وعزه ومجده ورفعته وأجلاله وقادته الذين رفضوا إلا أن يحكموا هذا الوطن بالشريعة الإسلامية السمحاء، وكانوا للحرمين الشريفين خدماً، ولضيوف الرحمن عوناً، فحصلوا على السمع والطاعة من أفراد شعبهم الذين يحبونهم ومن أعماق القلوب.
يحق لنا هذا اليوم في يوم الوطن وطن أن نرفع رؤوسنا شامخة عزيزة، ونقول بصوت مرتفع وبثقة متناهية نحن أبناء هذا الوطن المعطاء والمبارك - المملكة العربية السعودية -، نحن أبناء وأحفاد الملك المغفور له بإذن الله عبد العزيز بن عبد الرحمن أل سعود، الذي تعلمنا منه قوة العزيمة والإرادة، والصبر، والإصرار على صنع المستحيل مهما بلغ الثمن.
يحق لنا هذا اليوم في يوم وطن الخير أن نهنئ قيادتنا الرشيدة، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ال سعود، تلك القيادة الحكيمة التي تحملت مسؤولية مواصلة المسيرة المظفرة بعزم وثبات، سائرين على منهج الحق، فعززت النجاحات، ورسخت الإنجازات في تناغم رائع وجميل وكان محل أعجاب وتقدير الكثير من دول العالم في الشرق وفي الغرب.
في هذا اليوم يوم الوطن، في يوم العز وراية المجد خفاقة، في يوم البطولة والملحمة والفداء، يجب أن نتوقف قليلا ونتأمل ونتفحص، ونفكر بعمق، ونمعن النظر بإتقان فيما تحقق من إنجازات ومشاريع عملاقة في كل مكان وفي كل الاتجاهات.
لندرك ايها الشعب الكريم المتفاني في خدمة وطنه ومقدرا لجهود وحكمة قادته، أننا أمام معجزة إنسانية حقيقية، نسج خيوطها المواطن السعودي بجهده وعرقه وكفاحه وحبه لهذا البلد الامين في فترة وجيزة جداً من عمر الزمن، وكانت ثمرة هذا الكفاح وهذا الجهد المبذول أن تحولت الصحاري والبراري والقفار إلى مدن حديثة سكنية وصناعية عملاقة وحدائق غناء تسر الناظرين.
وقد تحول الجهل الى علم ببناء المدراس، والكليات التقنية، والمعاهد الادارية والفنية، والمكتبات، والجامعات الكبرى الذي ينتمي اليها الكثير من ابناء الشعب السعودي والدول المجاورة والعربية والاسلامية، والذي يدرس فيها العلوم والمعرفة بشتى انواعها، والتي تحتضن بين جنباتها أفضل العلماء والأطباء والمهندسين، كما تحول الخوف إلى أمن وأمان في شتى ربوع هذا الوطن الكبير وطن الخير والأمجاد.
سيبقى ذكرى هذا اليوم الوطني عالقا في الاذهان ما حيينا، وعلامة مضيئة لا يمحيها الزمن في قلب وروح وعقل كل مواطن ومواطنة، سيبقى اليوم الوطني خالداً نتذكر تفاصيله وأحداثه وملحمته بكل الفخر والاعتزاز، سنتكلم وسنتحدث عن احداثه وفصوله وانتصاراته لأبنائنا وأحفادنا فلذات اكبادنا صغار اليوم، حماة الوطن، ورجال المستقبل.
جميل ورائع أن نرفع الرايات الخضراء خافقة عالية، ونجعلها ترفرف فوق هام السحب يا أحلى بلد ويا أحلى ثراء، ونتغنى بها ويتغنى بها اطفالنا ورجالنا وشيوخنا ولا نقول الا دام عزك يا وطن، يا وطن الخير يا بلادي.
جميل أن يشعر أبناؤنا وبناتنا بقيمة هذا الوطن المبارك والمعطاء منذ الصغر منذ الطفول لتكون هذه القيمة الغالية علامة فارقة وعميقة وذكري في قلوبهم وفي أرواحهم، وتاج على رؤوسهم فلا يستطيع أحد مهما كان أن ينزع قيمة هذا الوطن منهم ومن أعماق قلوبهم.
جميل وجميل أيضاً أن يتربى أبنائنا وبناتنا على منهج الحب، والسلام، والجمال، والاحترام والاعتدال، والتسامح، والتقبل، لا عداء ولا عدوانية، لا كره ولا كراهية، لا حسد ولا بغضاء بل كلنا يجب أن نكون يداً واحدة، وروح واحدة، لا فرق بيننا صغيراً أو كبيراً في خدمة هذا الوطن الذي يحتوينا ويحتضننا جمعيا باختلاف أطيافنا، ومن هنا يبدأ وينبع حب الوطن من داخل القلب والروح.
من قلوب أبنائنا الصغار الذين تملآ عيونهم وقلوبهم البراءة والذين لا يعرفون معنى الحقد ولا الكراهية ولا البغضاء ولا الحسد، هل هناك أحد يستطيع أن يهزم هذه القلوب البريئة والمحبة والمخلصة، فانا على يقين لا أحد يستطيع أن يهزم الشجرة بأساسها المتين، وجدروها العميقة الممتدة في باطن الارض وخاصة إذا كانت قوية صالحة ومتينة.
سيبقى هذا اليوم نبراسا لنا نستضئ من خلال الذرب، وموعداً نجدد فيه البيعة لملكينا المعظم، وولي عهده الامين حفظهم الله على السمع والطاعة، وللوطن على المحبة والولاء والاخلاص والانتماء والدفاع عن كل حبه من ترابه الطاهر ولو كانت أرواحنا فداءً له.
إن حب الوطن راسخ في القلب، والعقل، والوجدان، وفي الختام لا أملك إلا أن أرفع أكف الضراعة لله سبحانه وتعالى أن يحفظ لنا هذا الوطن شامخاً معطاءً بقيادته الرشيدة، ويصونه من شر الأعداء، والحاقدين والكائدين، والحاسدين، والمتربصين به، وأن يديم علينا نعمة الاسلام، والأمن، والأمان، والاستقرار التي رسخها الملك المؤسس الراحل عبد العزيز بن عبد الرحمن أل سعود - طيب الله ثراه، ومن بعده أبناؤه الملوك - رحمة الله عليهم أجمعن -.
نبتهل إلى الله العزيز الحكيم بالدعاء لعزة هذا الوطن ورفعته وشموخه، كما لا يفوتني أن أهنئ أبناء هذه الأرض المباركة بيوم توحيد وطننا الغالي والعزيز على قلوبنا منبع الامجاد والابطال، وأن أهنئ وطني الغالي بشعبه السعودي الوفي والمخلص والمحب.
أدام الله علينا وعليكم نعمه، وأمنه، واستقراره أعواماً مديدة، وبكل صدق ومحبة وأمانه اقول وبصوت مرتفع دام عزك يا وطن، وكل عام وأنتم والوطن بألف خير ومحبة وسلام.