تفاءَلْ بلا حدود

فوزي أمان *  

((ومـا طلبُ المعيشة بالتمنّي)). وما طلب الفوز والانتصار بالمحال ، ((ولـكن ألقِ دَلــوَكَ في الدّلاء. تجئكَ بملئها يـوماً وَيـوماً. تجـيء بحمــأة وقليل مـاءِ)).

هل تعشقُ الشهرة والأضواء؟ هل تبحث عن مجد وتاريخ ونصر وعزة وكرامة لنفسك ولبلدك؟ هل الرياضة تقرب القلوب وتبعث في النفس السرور؟ أنتم بلا شك ممن يحلُمون بالوصول إلى المجد ، إلى منصات التتويج ,  إلى حصد البطولات ومعانقة الذهب البرَّاق والجذاب والمحافظة عليه.

 
((ولكن عندما نريد أن نتناول هذه الطموحات الرفيعة الزاهية المقربة إلى النفس التواقة إلى القمم والمعالي، فإننا قادرون على صياغة مستقبل زاهر مرصَّع بالدر والدرر والأحجار الكريمة. أنتم من ترصِّعونه بيديكم, وتجملونه بعقولكم وتبثُّونه عبر قلوبكم الكبيرة إلى باقي أجسادكم المتشوِّقة للإنجازات والفوز في كل الميادين، والنصر في سجلات الحياة)) فكونوا أنتم الحدث وتوجَو أنفسكم أبطالا مميزون في كل المنافسات الرياضة الشريفة والمسابقات الثقافية والاجتماعية والإعلامية بكل شرف وشجاعة وحضور.


ولأننا تعوَّدْنا على مقدمة الركب وعلى الظفر بالذهب الذي سوف نضعه على رؤوسنا ونوشح به صدورنا بعد نجاحنا في ميدان ومعترك الحياة الرياضة ، فمبارك لنا مقدمًا صنيع يديكم وقوة تفكيركم وإقبال روحكم وإيمان قلبكم بما تزرع وتصنع وتنفذ.

 

((تفاءَلْ بلا حدود ، فهو سلاح العظماء والحكماء والزعماء والأنبياء والأثرياء والعلماء. فلا طعم يعدل طعم التفاؤل ، ولا رحيق يسمو فوق رحيق الأمل ، ولا عبير يزهو على عبير التحدي ، فتخلَّص من الأفكار السلبية عاجلًا ، فإن مع العسر يُسرً ، ولا بدَّ من بقعة ضوء في نهاية النفق مهما طال ، فإذا دخل اليأس من الباب أخرجه من النافذة ، وتوكل على ملك الملوك ، فهو حسبك ولا تَمْتهن الشكوى والتشكي ، واعلمْ أن إضاءتك لشمعة بدل أن تلعن الظلام خير لك ألف مرة في دينك ودنياك)).

 

((أنت جبلٌ ضخم من القدرات والإبداعات والمواهب والطاقات فبادر لاكتشاف نفسك سريعًا وإخراج ما فيها من الدُّرَر الكامنة والأسرار المتفجِّرة. فلقد اختارك الله لأعظم مهمَّة في التاريخ فأنت خليفتُه في الأرض لإعمارها ووريث النبوة الشريفة لإسعاد البشرية والأخذ بِيَد الناس ، وأنت أفضلُ خلقِه سبحانه على الإطلاق , نفخ فيك من روحه وأرسل إليك أعظم شرائعِه وأكمل كتبه وخاتم رسله ، فانطلق وتخلّص من السلبية والركون والدعة وشمر عن ساعديك واكتشف الكنز الذي بداخلك)) ولا تُضيِّع الفرصة من يديك.

 

((الأحلام الكبيرة والطموحات الملهَمة هي وقود الناجحين والبارزين وأسياد التاريخ وصناع القرار ورموز المجتمع ونخبة الأوطان وأهل الحلّ والعقد في جميع أبواب الحياة ، فكن صاحب حلم ، واطمح دائمًا إلى الأفضل ولا تضعوا لأنفسكم سقفا وهميًّا فكل شيء في متناول يدك حتى ولو بعد حين ، ولكن لا بدَّ أن تؤمنَ بقدراتِك اللا محدودة ، وكن صاحب رؤيا أخَّاذة ورسالة سامية وأهداف رائدة ومكتوبة ودقيقة ومحددة بزمن)).

 

((إلى الهدف بلا هوادة أو تراخٍ أو برود ، وكونوا جادين ما استطعتم ، وأعلنوا الحرب على التحديات والصعوبات والمفاجأة ، واقهروها بلا تردد ، واحملوا راية الحياة بكل ثقة وحلم وتجلُّد ، واعلموا أن النجاح في الحياة لا يوهب إلا للأذكياء وأهل الصبر والتحمل والقوة الذاتية والإرادة الفولاذية التي لا تلين ولا تستكين ولا تستسلم مطلقًا مهما كانت العوائق)).


((تمتع بإدارة مميزة للذات حيث الإدارة الرشيدة والواعية للوقت والمال والأولويات والعلاقات والضغوطات والانفعالات والقرارات ، وركز على تحقيق التوازن في الأبعاد الهامة للحياة الروحية والأسرية والاجتماعية والعملية والجسمانية والمادية، واعلم أنك لن تستطيع أن تنجح في إدارة أحد ، مهما كان قريبًا منك سواء على المستوى العائلي أو العملي أو الاجتماعي ، طالما أنك لم تستطعْ أن تدير نفسك بكل تعقُّل وحكمة ، وضبط وربط ، فكن رئيس مجلس إدارة نفسك الذي يجلب إلى حياته وحياة من حوله ووطنه وأمته كل نجاح ورقي وتميز)).

 

((كن مؤمنًا بأن خالقك سبحانه لم يخلقْك لكي يشقيك ، بل لكي يسعدَك ، فانطلقْ متسلحًا بالإيمان الراسخ والعقيدة الصافية والسعي الحثيث لرضا الكريم المنان الذي سوف يعطيك بلا حد أو عدد بصدق نيتِك وعلوّ همتِك واتّباعك لما يرضه عنك في السر والعلن ، وكن حريصًا على فعْل كل خير وتجنُّب كل شر تكن أسعد وأفضل الناس)).

 

((لنكن أرواح راقية نتسامى عن سفاسف الأمور وعن كل ما يخدش نقائنا نحترم ذاتنا ونحترم الغير ، نطلب بأدب ، ونشكر بذوق ، ونعتذر بصدق ، نترفع عن التفاهات والقيل والقال وكثرة السؤال ، نحب بصمت ونغضب بصمت وإن أردنا الرحيل ، نرحل بصمت)). 

  

((لا تقيسوا محبتكـم بحجـم حروفي فمـا يحملـه قلبي يعجـز عن نثـره قلمي وما يسكبـه مداد حبـري قليـلٌ من كثيـر في دمي  يجـري)).

 

 

محبكم/ أبو معتز

عضو شرف