تربيع سلام " للابتسام"

لا غرابة أن يصعد فريق كرة اليد بنادي الابتسام بأم الحمام لمصاف أندية الدوري الممتاز في الموسم الرياضي القادم 1432 / 1433 هـ . الغرابة حقاً أن هذا الصعود قد تأخر عن الموعد الذي كان ينتظره جميع الأهل والأحباب في مسقط الرأس والروح " الغالية أم الحمام " .

صحيح إن تأكيد الصعود الفوري - بالرغم من الفوز على نادي الهدى الشقيق - قد كان متوقفاً على نتيجة مباراة فريقي " العربي ، والجيل " والتي كانت متزامنة مع مباراة " الهدى والابتسام " إلاّ أن الوجوه الإبتسامية التي حضرت لمدينة الأمير نايف الرياضية بمحافظة القطيف كانت " ضاحكة مُستبشرة " لم يساورها الشك ولو للحظة واحدة في أن الهدف الذي تم العزم على بلوغه منذُ سنوات سوف يتحقّق ، وإن الرايات الخفّاقة التي ذابت حباً وولاءً في " السهل المُمتنع " لا تعرف اليأس ولا تهوى السكون . كل العيون التي شاهدتها آنذاك كانت تزفُّ البشرى على مُحيّاها لدرجة أصابتني بالارتباك من فرط حساسيتي من المجهول ، ولكن لا تلبث رافعات اليأس التي كانت تمتد برفق وأمان " للضعفاء في الحب مثلي " أن تُعيدني إلى الإحساس بالفرح الجمعي الذي كان يسود بالرغم من شعوري بضغط " انتظار الحكماء " من حولي في سكينة وهدوء. 

لقد عربد الفرح في كل الطرقات وأعلن أفول لحظة الترقب والانتظار الذي خيّم على صدورنا جميعاً. عيونٌ اغرورقت بالدموع فرحاً واحتفالا، ومياهٌ كانت راكدة عادت إلى مجاريها ، ونفوسٌ أليفة مُخلصة كانت تُحلِّق كالفراشات المنطلقة الجريئة على كل الرؤوس لتؤطر المشهد السريالي البديع ، وأطفالٌ في عمر الزهور كانوا يعبثون بالزمن في محاولة ليطول ويطول لتمتد معه ومضات السرور .

شكراً لكم أيها الأبطال الأوفياء " لاعبين ، ومدربين ، وجمهور، ومشرفين ، وإداريين ، وإعلاميين " على هذا الإنجاز الذي كنتم قاب قوسين أو أدنى منه فيما مضى ، لولا ما فُرِض عليكم من " قيس " لا . شكراً لكم على جهودكم المُخلصة وأدائكم الرائع الذي شنّف الآذان وأسعد القلوب . شكراً لكم يا عشّاق التفوق والتميُّز دون ضجيج . شكراً يا أيها الكرماء يامن أهديتمونا الربيع فأورقت أشجارنا في زمن اليباب . من حقكم أن أتناولكم إسماً .. إسماً .. لكنني أخشى عليكم من لفح الكلمات ، وطنين العبارات ، ففضلت أن أخاطبكم كما أراكم جماعة في رجل ، ورجلاً تستندُ إليه الجماعة . أحدكم جميعكم ، وجميعكم رؤية تختزل الفرد منكم . هذا هو سر تفوقكم على ذاتكم ، وتكاملكم مع بعضكم بالرغم من تعدد الألوان ، واختلاف الإسكان حرفيتكم في إدارة ذاتكم تدلل على إحاطتكم برعاية العقلاء ، ورغم ازدياد المسؤولية في قادم الأيام عليكم وعلى إدارتكم المخلصة ، فإنّ الحدس لن يُخطئ - بإذن الله - في قدرتكم على تحمُّلها ، والعمل على حيازة متطلباتها أداءً وخُلقاً وموقفاً .

طبتم أيها السائرون بثقة واطمئنان نحو المهمة الكُبرى بعد أن منّ الله عليكم بنعمة الصعود ، لأن البقاء حيث كان الهدف ، والعمل على تحسين الموقع في دائرته المحمومة ، لهو أصعب بكثير من عناء الوصول إليه ، فكما تمتعتم بالثقة والمسؤولية طيلة السنوات الماضية ، فأنتم قادرين بعون الله على التأكيد بأن صعودكم هذا لم يكن بضربة حظ ، أو نتيجة لظروف ، بل هو حقٌ قد استقر في عدالة واستحقاق عند أهله ، فطابت نفسُه ، وقرّت عينه ، وبرد جبينه . فهنيئاً لأم الحمام بكم وبأمثالكم ، الذين تدثروا برداء الابتسام ، فسرى أحمراً في عروقهم ، وأخضراً في قلوبهم ، وبنفسجاً يسكب البحر في أيديهم ، فينبت الانتصار في كل المواسم . تحياتي .            

التعليقات 4
1
محمد قيصوم أبوجواد
[ أم الحمام - القطيف ]: 19 / 4 / 2011م - 6:28 م
أخي وأستاذي أبوعلي كنت أتوقع منك هذه الإطلالة الجميلة التي هي نابعة بلا ريب من فارس القلم .... لأن العباراة المنتقاة بدقة متناهية هي مايميزقلمك .
أستاذنا الغالي كنا نأمل أن نصل إلى ماوصلنا إليه العام الماضي ولكن وصولنا هذا العام لعله يكون أفضل عموما شكرا لك ولأمثالكممن وقف بجانب الفريق ولن أحدد أدا لأن أم الحمام وأهلها هم من يستحقون الثناء
تربيع سلام ’’ للإبتسام وأم الحمام ’’
2
علي كعيبي
[ أم الحمام - الديرة ]: 20 / 4 / 2011م - 5:52 ص
نيابة عن اللاعبين والجهاز الفني والاداري نشكر الاستاذ الفاضل أبوعلي على هذه الكلمات الرائعة المعبره في معناها , الله يعطيك الصحة والعافية والله يبارك لكم ولإهالي الأم الغالية أم الحمام صعود فريق كرة اليد إلى مصاف الاندية الممتازة وعقبال الكأس بحق محمد وال محمد . محبكم أبومحمد
3
ابراهيم بن علي الشيخ
20 / 4 / 2011م - 6:33 ص
الأخ العزيز : أبو جواد محمد قيصوم
الحمد لله الذي وفقني أن أكون عند حُسن توقعك الأخوي ، وأشكرك على مداخلتك القيمة ، وعباراتك الجزلة ، وسلام تربيع " لأم الحمام " باركتك السماء .
4
ابراهيم بن علي الشيخ
22 / 4 / 2011م - 5:13 ص
الأخ الفعّال : على بن مهدي الكعيبي
أشكرك على ذوقك الرفيع الذي ليس بمستغرب منك ، وأسأل الله لكم التوفيق في الإرتقاء بمستوى الفريق لمتطلبات المرحلة القادمة " بتعاون الجميع " إن شاء الله .