بوح عاشق للابتسام

فوزي أمان *  

 

العين التي لا تبكي لا تبصر في الواقع شيئا..  

 

رحم الله أيام زمان، أيام الشباب وعنفوانه وذكرياته الحلوة والمرة. عشناها بحب وحنان وعشق وولع لهدا النادي الصغير في حجمه, الكبير بشبابه ورجالاته وانجازاته.

كنا نموت من القهر والزعل في حال الخسارة، وكنا نفرح ونزغرد من الفرح في حال الفوز. رغم كل الصعاب كنا نتمرن طيلة أيام الأسبوع ولم نشتكي من نقص أو ضعف أو من ألم أو إصابة، ولم نتذمر من أي شيء على الإطلاق، ولم نتكاسل ولم نتخاذل ولم نترك تمرين واحد في حياتنا قط.

فلقد كانت لدى شباب الأمس روح مثابرة ومعنويات عالية مرتفعة وطموح كبير وحب وعشق حقيقي يسري في شراييننا وعروقنا، وكنا نشعر بالفخر والاعتزاز والأمل والتفاؤل والمتعة والرغبة الأكيدة في اللعب والفوز وتحقيق الانتصار، ولا بديل غير الفوز يهز هامتنا ويرضي طموحاتنا وغرورنا.

الفوز الذي يملئ القلوب فرحا وابتهاجا وسعادة وتطرب له النفس، وتذرف له العيون دموع الفرح ويصبح العناق والقبلات رمز العشاق والمحبين والمهنئين، ويفعل مفعول السحر في الجمال وفي الخيال.

إنني أحدثكم عن مشاعري الفياضة التي تفيض حبا وحنانا نحوكم، وعن مشاعر الكثير من عاشقي ومحبي فريق كرة الطائرة الذي كان يملؤهم الأمل والتفاؤل بالظفر بنتيجة المباراة والحصول على النقطتين والرجوع بهما إلى أم الحمام الحبيبة في زفة عرس ملائكيه. ولكن في ذلك اليوم الرمادي لم يتحقق الحلم، وتغير كل شي وأصبحت الرؤيا معتمة، وأصبح الخوف والحزن يخيم على وجوه وقلوب محبي وعشاق البنفسج، والهواء الذي نتنفس من خلاله.

يا أخواني لاعبي فريق كرة الطائرة, يا أبناء بلدي أم الحمام الغيارى: سؤالي لكم يحيرني ويقلقني ويشتت أفكاري، وعلامة استفهام في طريق مسيرتكم الرياضية في الدوري الممتاز. يساورني الحديث ليل نهار، ويساور كل غيور ومحب لهدا النادي، ويسأل أين الفريق البطل الذي حقق العام الماضي الدرع والكأس؟

ما هي الأسباب, وما هي العوامل المؤثرة التي أدت إلى هدا المستوى المتواضع؟  وعدم الجدية في اللعب والرغبة في الفوز والانتصار؟ أهي ابتلاء، أهي تقصير منا كإدارة النادي, أم من اللجنة الرياضية, أم منكم أيها اللاعبون. هل انتم تلعبون وحدكم، هل تلعبون لأنفسكم؟  كلا ثم كلا، بل نحن وانتم حماميون ابتساميون، نلعب من أجل أمنا وأبانا أم الحمام الغالية على قلوبنا. نعيش في خندق وفريق واحد، تملئ قلوبنا المحبة والصفاء والشاعرية والطموح والإصرار والعزيمة. يدنا مضمومة بأيديكم، وقلوبنا بقلوبكم مغرمة. روحنا واحدة وهدفنا مشترك ألا وهو الفوز والانتصار والوصول بهذا النادي إلى قمة المجد والرفعة.  

بهذه الكلمات الخجولة الحنونة الحزينة المبعثرة في أحشاء فوادي والمترنمة على شفاهي وعلى شفاه كل الحمامين الابتسامين عشاق البنفسج، والمملوءة قلوبهم بعطر روائح الريحان والعنبر والعود والورد والياسمين.

أتحدث إليكم أحبائي وأبناء بلدي الطيبين الأعزاء وفي القلب شجى ولوعة وأسى وحسرة وألم، على المستوى المتهالك وعلى الخسارة الغير متوقعة على الإطلاق من فريق ابتسامي يعشق التحدي ويحقق البطولات ولا يرضى بغير مقدمة الركب، وان يكون على راس الهرم دائما وابدأ. وعلى ما قدمته عقولكم وأيديكم وأجسادكم من هدية غالية ثمينة عزيزة كعروس في لليلة زفافها غير متوقعة للفريق المنافس، رغم أننا وبكل أمانة في اشد الحاجة إلى نقاط المباراة لنستمر في مواصلة المشوار، ونترك الغمز واللمز والقيل والقال وكثرة السؤال لمن خلفنا، ولكن قدر الله وما شاء فعل.

الرياضة فوز وخسارة، لذا يجب علينا جميعا نسيان المباراة وأحداثها ، وأن نتفوق على أنفسنا بالصبر والعطاء، وأن نعطيها الثقة الكاملة لتخرج طاقاتها الكامنة بالعمل ألجاد الدؤوب وبحضور ومواصلة التمارين، واستيعاب وتنفيذ خطط المدرب بدقة واحترافية، والرغبة الأكيدة الملحة في الفوز وحصد النقاط ، لنرسم الابتسامة والفرحة على وجهوه محبيكم عشاق البنفسج.

يجب علينا جمعيا نسيان الماضي وأحزانه، وأن نعايش الحاضر بقلب سليم معافى بعيدا عن كل المهاترات والإتكالية وبكل واقعية بجد واجتهاد وإخلاص وتفاني، وأن نخطط للمستقبل بكل حكمة ودارية وعزيمة وفعالية، وأن نتوكل على الله في كل أمورنا، وأن نتوسل إليه بالدعاء لقضاء حاجتنا، فمن يتوكل على الله فهو حسبه، وأن نأخذ من الضعف قوة ومن الهزيمة فوز، فلا يأس مع الحياة، ومن لا يفشل لا ينجح.

وأن نأخذ من دموع الجماهير سلاحاً فتاكاً، ومن شيلاتهم وأناشيدهم طاقة تمدنا بالعطاء والعزيمة والإصرار لتحقيق الهدف المنشود، الفوز الذي هو غاية القصد والمراد. وأن تستفيدوا من الفرص المتاحة لكم ومن المعاملة الطيبة التي تحظون بها من الجميع وبدون استثناء، ومن مشاعر وحب الجماهير المتدفقة، ودعمهم ومساندتهم وحضورهم الأسطوري في المباريات.

ومن خلال دعم أعضاء مجلس الإدارة وعلى رأسهم المشرف الرياضي النشط والمحب لكم والنحلة التي تهدي العسل دائما وابدأ أينما حطت رحالها، واللجنة الرياضية المشرفة على الفريق بقيادة الأستاذ إبراهيم احمد المرهون من خلال إخلاصهم وتفانيهم في العمل، وحضورهم المميز في المباريات والتمارين، ودعمهم المادي والمعنوي.

والمشرف العام على الفريق الذي أعطى ومازال يعطي الكثير من ماله وجهده، حتى أصبحت كرة الطائرة وفريقها الأول شغله الشاغل، والحبيب والشريك الأوحد في تحقيق أحلامه العنفوانية التي لن يرضى ولن يقبل أبدا، ولن يهدأ له بال بغير مواصلة المشوار وبقاء الفريق في الدوري الممتاز، والمنافسة في السنوات القادمة، والصعود بالفريق إلى منصات التتويج.

ولا أنسى الدور الكبير للمدرب التونسي الهرواي في تفاعله مع اللاعبين, وكذلك ابن البلد البار الاستاد والكابتن حسين احمد المرهون على جهوده المميزة  في تشجيع اللاعبين ومساعدتهم ومساندتهم، وأن يلعبوا بثقافة الفوز ولا بديل غير الفوز تاجا وطريقا حرا سلكناه، وعهد جديدا على أنفسنا عهدناه، مع روح المنافسة الشريفة والمتعة الكاملة في اللعب، واللعب النظيف.

شعارنا أن نلعب بروح الواثق الخطوة يمشي ملكا، لنرتقي ولنعتلي منصات التتويج ونعانق هامات السحب، ونطرز أعناقنا وصدورنا بالذهب. لنجعل من نادي الابتسام فواحة عطر يشمها البعيد والقريب على بعد المسافات، وابتسامة فرح ومحبة وسرور, وأنشودة فجر يتغنى ويشدوا بها عشاق البنفسج.

بكم يا أخواني نحصد زرع زرعناه، فإن زرعنا ورداً جنينا ورداً، وان زرعنا شوكاً خسرنا الورد. لنضع أيدينا سوية، لنتعاون ونتكاتف، ولنجدد الثقة والمحبة والأخوة الصادقة، نجدد الأمل والتفاؤل، نجدد العهد الذي عاهدناه وقطعناه على أنفسنا دوما وأبداً منذ أول يوم وطئت إقدامنا أرض النادي، منذ أول يوم تعارفنا وتعانقنا، ألا وهو بناء فريق قادر على تخطى الصعاب وتحمل المستولية، وقادر على المنافسة الشريفة وعلى تحقيق الأهداف والطموحات المرجوة، بالإخلاص والجد في العمل، والرغبة في الفوز، ورفع راية أم الحمام عالية خفاقة.  

أجمل شيء في الحياة حينما تكتشف وجود أناس قلوبهم مثل اللؤلؤ المكنون في الرقة  واللمعان والصفاء والنقاء، قلوبهم لا تحمل الكره، بل الحب.

اللهم أحفظهم وأكرمهم، واجمعني بهم تحت ظل عرشك، فأني أحبهم فيك.

وفقنا الله وإياكم على الخير، وعلى طريق الانتصارات. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصل اللهم على محمد واله الطيبين الطاهرين.

                                       رئيس مجلس إدارة النادي

                                                                                      فوزي أحمد أمان

التعليقات 1
1
نادر الزين
1 / 4 / 2011م - 12:40 م
الرئيس العاشق: الأستاذ فوزي أمان
لقد أعدت قراءة مقالك أكثر من مرة من فرط دفق المشاعر الجياشة التي ترجمتها كلماتك العذبة وعباراتك المخلصة ، ولم أستغرب منك هذه الوفرة في التحفيز من خلال الإطراء على جميع المعنيين بفريق كرة الطائرة لأنها أحد أهم صفات القائد الناجح ، كما إنني أتفهم كغيري خوفك وحرصك على الفريق لا سيما في أول سنة له في الدرجة الممتازة ، وفقك الله ومن حولك لما فيه الخير لناديكم وأبناء بلدتكم الطيبة المحظوظة برجالاتها الأوفياء ، لأننا كمتابعين لكم نحسدكم على مستوى التلاحم فيما بينكم ، حتى ولو غاب رضا البعض من حولكم فهذه طبيعة الأمور . تحية خاصة للأستاذ : عبد الواحد المحيميد الذي أشفق عليه من ذوبانه في هذا الكيان الإبتسامي . وسلامي للجميع .
عضو شرف