تحترم من يحترمها والعكس صحيح

سئل ملك الكره بيليه في لقاء مع أحد الصحفيين منذ فترة ليست بالقريبة ماهو سر تألقك في كرة القدم فقال عدة نقاط وهي كالتالى:

1-حبي لكرة القدم
2-مواظبتي على حضور التمارين
3-حفظي لأدواري في الملعب
4- عدم التفكير خارج المستطيل الأخضر
5-طاعتي ا لعمياء للمدرب
6- احترام نفسي وجمهوري واللاعب المقابل
7- عدم السهر أو التدخين

 

قرأت هذه السبع نقاط يمكن ألف مرة قبل أن أناقشها مع أي شخص آخر ووجدت أنها خلاصة لكل ما يوصل للنجاح في أي مجال وليس كرة القدم بحد ذاتها لذلك وصل بيليه إلى أن يكون أفضل لاعب عرفته كأس العالم وأفضل لاعب يستخدم سيقان اللاعبين المقابلين للتمرير لنفسه ولم يستطيع غيره القيام بها حتى الآن ووصل إلى أن يعتزل كرة القدم وهو الأفضل ويسير بعدها ليصبح وزيراً للرياضة في بلده البرازيل .

 

هذا هو بيليه والآن لنناقش النقاط بالتفصيل وقد لخصت كل واحدة من هذه النقاط ليكون مجموع تلك النقاط 49 نقطة لو إستطاع أي لاعب مهما كانت قدراته الشخصية إتباعها ونجح في 70% منها بإتقان سيكون له شأن بمشيئة الله تعالى بشرط أن يكون عمره بين العاشرة و الخامسة عشر والنقاط هي كما يلي.

 

حبي لكرة القدم: حب الشخص لكرة القدم يجعله يعمل المستحيل للظفر باللعب بها
 

1-الإلتزام بالأخلاق داخل وخارج الملعب

2-إلتزام بالتدرب اللياقي بحيث يقضي اللاعب أطول فترة في التدريب اللياقي ليكون جاهزاً لياقياً 

3-التدريب على تقوية العضلات فمن المعروف أن الإصابات تكثر في اللاعبين الذين تكون عضلاتهم ضعيفة ولا تقاوم الصدمات والإلتحامات التي تصدر من اللاعبين الآخرين ومن المعروف أن هناك تباين كبير في البنية الجسدية بين لاعب وآخر ولكم دليل على ذلك كم تعرض مارادونا للعنف في الملاعب ولكن لم يصاب إصابات بليغة تبعده عنها بشكل دائم وهو في قمة عطاؤه وذلك راجع للبنية التي يمتلكها هذا اللاعب بالرغم من قصر قامته ، وهذا الأمر يكون خارج وقت التدريب ويكون بالتمارين السويدية الشاقة والحديد وتقوية كل عضلة على حدة ثم التنسيق بين العضلات في نهاية التدريب.

4-الجري على أرض غير مستوية يقلل كثيراً من الإصابات للكاحل والركبة كما أن اللعب على أماكن صلبة كالشوارع المزفته ويقال عنها مسفلته يضعف الأربطة ويتسبب في الإجهاد للعضلات بشكل أسرع من اللعب على أرض ترابية أو مزروعة وإليك الدليل إلعب 15 دقيقة على الإسفلت ولاحظ الإجهاد في أي مكان تشعر به غالباً في الكاحل والعظلة الخلفية للسا ق وهذا ناتج عن إرتطام القدم بالأرض المستوية الصلبة وينتج عنه أغلب الإصابات ولذلك تم منع النجيلة الصناعية من ملاعبنا حفاظاً على سلامة اللاعبين وكم لاعب موهوب إعتزل بسبب تلك الملاعب.

5-حاول أن تلعب بدون كرة وتتدرب على مهارات شخصية مثل تنطيط الكرة بمختلف أنحاء جسمك حتى بأماكن لا يتوقعها أحد مهما كان فشلك في البداية فستنجح ولو في محاولة واحدة وهذا بحد ذاته نجاح خاصة إذا كنت صغير السن حبك لكرة القدم كما قال بيلية يجعلك تستمتع بكرة القدم حتى وأنت لوحدك ليس شرطاً أن يكون معك زملاء أولاعبين يشاركونك عندما تكون لوحدك وتلعب بالكرة فإنك تثبت لنفسك أنك تعشق كرة القدم عندها ستعطيك كرة القدم كل ما عندها طالما حافظت على إحترامها فهي تحترم من يحترمها والعكس صحيح.

6 - ان كنت تحب كرة القدم فلابد أنك تعرف محيط كرة القدم وأبعادها ومحيط الملعب بنوعيه والمسافة بين القائمين في المرمى وحدود منطقة الثمانية عشر والمسافة بين منطقة الثمانية عشر والزاوية الركنية والمسافة بين القوس على الثمانية عشر والخط داخل المرمى والمسا فة بين المرمى الذي تلعب له والمرمى الذي تلعب عليه والمسافة بين خطي التماس والمسا فة بين الركن الأيمن لمرمى فريقك والركن الأيمن لمرمى الفريق المقابل والزاوية المقابلة يجب أن تحفظها عن ظهر قلب.

7- يجب أن تعرف قوة قدمك وتتدرب على التمرير الطويل والتمرير القصير والتمرير المتوسط والمراوغة بكافة أشكالها والسرعة في التمرير والتخلص من الكرة في المواقف المحرجة وتلافي الإصابات المقصودة من اللاعب المقابل والحرص على عدم المخاشنة المفضوحة للحكم والثبات على الأقدام بشكل أفضل عند الإلتحام مع الخصم واستعمال الذكاء في خداع اللاعب المقابل أواللاعبين إستخدام الجسم في الخداع وإستخدام الأرجل كذلك والأيدي بحيث تؤرحج اليدان في إتجاه وتنتقل في الإتجاه الآخر وكذلك إستخدام التركيبة الجسمانية للاعب المقابل بحيث من هو أقوى أبتعد عن الإلتحام ولا أخاف منه ومن هو أضعف بنية ألتحم بحذر وأختبر اللاعب المقابل مهارياً داخل الملعب بحيث أنوع في المرور منه بعدة طرق سبق وتدربت عليها سابقاً وأضغط عليه نفسياً بتكرار عملية المرور بنفس الطريقة التي أرى أنها نجحت معه وأستخدم الحوار النفسي بحيث إذا كان يفهم لغتي أن أحاول أذكره بأنني مررت منه قبل قليل وسأكررها فيفقد أعصابه وتركيزه في المرة القادمة وعند فقد الكرة لا أندم بل أحاول إستعادتها بكل جدية ولا أقف مكتوف الأيدي.


مواظبتي على حضور التمارين: أناقش المواظبة الآن.

 

1- المواظبة على الحضور المبكر للملعب.
2- المواظبة على الجدية في التمرين.
3- المواظبة على الصلاة إذا حانت أثناء التمرين.
4- المواظبة على إحترام والدي وأخذ دعواتهما قبل التوجه للتمرين.
5- المواظبة على إرتداء اللبس وكأنني سألعب مباراة في كأس العالم.
6- المواظبة على شرب المياه بكميات كبيرة لتعويض النقص في الأملاح وقت الصيف فقط وعدم الإكثار منها فقط ما يملأ الفم ليزيل البلغم أو الأتربة من الحلق ليسهل عملية الزفير سنأتي لعملية التنفس لاحقاً وكذلك ليشعرك بالإنتعاش.
7- المواظبة على إحترام الزملاء والأصدقاء وعدم التهكم عليهم ليمكن مد جسور من المحبة بينكم.


حفظي لأدواري في الملعب: وهذه قصة كبيرة جداً.

 

1- يحفظ اللاعب دوره كلاعب.
2- يحفظ دوره كزميل.
3- يحفظ دوره كمواطن صالح.
4- يحفظ دوره كجندي في المنتخب يدافع عن شعار وطنه.
5- يحفظ الجميل لمن أتاح له الفرصة للعب.
6- يحفظ الود لزملائه في الملعب.
7- يحفظ كل لعبة تدرب عليها لوحده من مهارات شخصية أو خطط تم إعدادها وتسخير المهارات الفردية والذكاء والخبث الكروي للخطة المعدة من قبل المدرب.


عدم التفكير خارج المستطيل الأخضر:  وهذا ما يعاني منه الكثير.

 

1- لا تفكر في الجمهور مهما كان كبيراً.
2- لا تفكر في إداري الكرة مهما كان مؤثراً.
3- لا تفكر في خطأ زميل لك أثناء اللعب.
4- لا تفكر في الفريق المقابل لك.
5- لا تفكر في الإحتفاظ بالكرة.
6- لا تفكر في مشاكلك الخاصة.
7- لا تفكر في الحكام.


طاعتي العمياء للمدرب: وهذه ميزة اللاعبين الكبار دائماً.

 

1- أطع مدربك ولو قال لك إحفر الملعب.
2- أطع مدربك ولو عارضه كل من في الدنيا.
3- أطع مدربك ولو كنت لست مقتنع فأقنع نفسك بأنه يرى من حيث لا ترى.
4- أطع مدربك لأن بيده أن يرفع مستواك وبيده خفض مستواك.
5- أطع مدربك ولو صرفت أموال الدنيا إذا كنت تحب كرة القدم حقيقة.
6- أطع مدربك وحاول بل طبق ما يقوله لأنك إن لم تطبق فسيأ تي من يطبق بدلاً منك.
7- أطع مدربك فلا مجال أمامك إلا طاعة الله ورسوله ثم الوالدين ثم يأتي بعدهم مدربك وثق تماماً أنه يسعى لنجاحك.


إحترام نفسي وجمهوري واللاعب المقابل: وهذه من الأشياء التي تجعل الكثير من الفرق تخسر خسارات غير متوقعة.
 

1- إحترم نفسك أولاً بالإلتزام بكل ما يوكل إليك من مهام داخل وخارج الملعب.

2- إحترم مدربك ثانياً بتنفيذ كل ما يريده.

3- إحترم جمهورك وأبذل كل طاقتك ولا يلام المرء بعد إجتهاده ولكن عند التخاذل لن يرحمك عندما تتخاذل وتقصر فلتكن ذكي وتتنبه لهذه النقطة بالذات.

4- إحترم اللاعب المقابل لتتعرف على طريقة لعبه وأدرس اللعب وخذ أشرطة له وركز على طريقة لعبه راقب اللعب الذي ستقابله وليس المباراة ككل بل حاول تشاهد تحركات اللعب وطريقة لعبه سواء هجومية أو دفاعية وسرعة رد فعله وتجاوبه مع من من زملائه أكثر ليمكنك إستغلالها أثناء المباراة بإختصار أدرس اللعب من كافة الجوانب.

5- إحترم الفريق المقابل بكامل لاعبيه فلا صغير في عالم الكرة ولا كبير ولترجع للمباريات السابقة لتثقف نفسك أكثر ولتعرف أن الكرة تعطي من يعطيها فقط.

6- إحترم الكرة ذاتها فهي إن لم تحترمها وتعطيها حقها في اللعب والتمرير المتقن والجيد فستخونك ولكن مع إصرارك ستنجح قد تفشل في لعبة أو إثنتين أثناء المباراة ولكن تمريرة متقنة واحدة تجعل منك نجماً لا يشق له غبار.

7- إحترم الإعلام ولا يغرنك البهرجة الإعلامية فمن الإعلاميين من يريد قتلك بالغرور ويكيل لك المديح والثناء وهو كاره لك فقط أمنيته أن يراك في موقع غير مؤثر في الفريق لذلك إبتعد عن الإعلام قدر الإمكان أو لتكن حذراً جداً في الحديث ولا تتأثر بما يكتب حتى لو كان نقداً في مكانه فأنت الحكم الأول والأخير على مستواك راقب نفسك كل يوم وارفع مستواك دون النظر لآراء الآخرين.

8- إحترم المسئولين في النادي والمنتخب فبكلمة منهم قد تكون خارج التشكيلة ليست دكتاتورية ولكن واجب الإحترام الذي يجب أن يسود في ملاعب كرة القدم فالنادي متعاقد معك وأتاح لك الفرصة للمشاركة وهو الذي أظهرك ليراك مدرب المنتخب ليختارك فيه فكن على قدر المسئولية وإحترم رغباتهم تنجح.


عدم السهر أو التدخين:  وهذه علة العلل التي إنتهت بالكثير للهاوية وأقرب دليل مارادونا وإدمانه.

1-  السهر عدو الجسد وعدو الإنسانية بشكل عام وقد جعل الله الليل لباساً والنهار معاشاً لذلك ما خالف أحد قوله تعالى إلا هلك وفشل فشلاً ذريعاً.

2-  السهر يسبب الإجهاد الذهني مما يفقد اللعب التركيز المطلوب في التمارين أو المباريا ت.

3-  التدخين آفة لغير اللعب فما بالك باللعب قد يقول أحدهم أنا ألعب وأدخن ولكن أقول له وماذا يحدث لك بعد إنتهائك من اللعب تشعر بالغثيان والإعياء الشديد والإجهاد العضلي والذهني في المقابل غير المدخن وفي نفس سنك لا يشعر بهذا الإجهاد ولا باإعياء الذي تشعر به.

4- التدخين يقصرعمر اللعب في الملاعب هذا إذا كان لديه موهبة واستطاع تجاوز كافة الحواجز ليصل للعب في الملاعب فسيكون عمره أقصر في الملاعب بعشر مرات من غير المدخن.

5- الشرب أبعدنا الله وإياكم عنه والحمد لله أنه محرم دخوله لبلادنا العزيزة ولكن أود القول بأنه ( أم الكبائر ) فكيف يمكن أن تتفق أم الكبائر مع الموهبة الكروية ؟

6- المخدرات بأنواعها ومنها ( المنشطات ) هي الدمار الكامل للاعب لأنها تجعله يغيب عن الواقع الحقيقي المطلوب منه وكيف يمكن أن يركز اللعب وهو مخدر أما المنشطات فتجعله يضاعف مجهوده العضلي بشكل يفقد العضلة مرونتها ويجهد اللعب ذهنياً لأنه غير قادر على ملاحقة النشاط البدني بنشاط ذهني يقابله وهذا يفقده التوازن الخلقي الذي خلقنا الله عليه.

7- إذا إجتمعت إثنتان في واحد فلا مجال لدخوله كرة القدم وإن كانت واحده فليحاول الإبتعاد عنها ليمكن إعادة تأهيل العضلات والذهن ليحقق ما يريد بمشئة الله وبالتوفيق.


هذه ملخصات أوجزتها للا عبين الذين يتمنون أن يكون لهم مستقبل في عالم الكرة وهي تنطبق على مختلف الألعاب وتمتد لمختلف مناحي الحياة فمن عود نفسه على الإستقامة يستحيل إنحرافه أو يصعب ومن عود نفسه على الإلتزام فسوف يرى ثمرته في نفسه ومن عود نفسه على الإحترام فسيكسب الكثير من المحبين ومن عود نفسه على الإخلاص فسيكون مثال للمقتدين. هذه الإرشادات تفيد الناشئين بالدرجة الأولى وبعض اللاعبين الكبار والمحترفين وحتى من وصل للمنتخب وللثقافة العامة أيضاً.


رئيس مجلس الادارة
ابو معتز

عضو شرف