أنديتنا المحترفة ذات كيان تجاري

المركز الإعلامي  

الاحتراف الرياضي ممارسة رياضية بحتة إلا أنها تحمل بعداً اقتصادياً من خلال السقف المالي الذي تتميز به تلك العقود الاستثمارية التي تبرم مع اللاعبين والجهاز الفني وغيرها. إن الإجراءات المتسارعة التي قام بها الاتحاد السعودي لكرة القدم الرامية إلى تحويل أندية دوري المحترفين إلى شركات تجارية من أجل المشاركة في دوري الآسيوي للمحترفين، تثير كثيرا من التساؤلات لدى الشارع الرياضي.

 إن الصناعة الرياضية الاستثمارية تبقى بحاجة لسنوات على الأقل كي تقطف ثمارها، وقد تنجح فيها أندية وتفشل أخرى، وهي صناعة التحدي، فهي تحتاج إلى دعم إداري ومالي وحكومي. كما أنها بحاجة إلى برامج وإستراتيجيات ثابتة في مسيرة الصناعة الاحترافية.

فطوال الأعوام الماضية كان نظام الاحتراف يطبق في السعودية بمفهومه العام ( مجموعة من اللاعبين يتقاضون مرتبات شهرية)، واستمر الحال كما هو عليه لسنوات حتى أجبر الاتحاد الآسيوي الاتحادات الرياضية الراغبة في المشاركة في سن أنظمة احترافية لكل متطلبات تطوير الكرة، وها هي بوادر الاحتراف الحقيقي تظهر مع دوري زين للمحترفين السعودي، فهل استوفت الأندية السعودية الشروط العشرة كي تصبح عضوا في دوري المحترفين؟ انطلاقا من البطولة عام 2009م تم التوقف أمام شرطين، هما : الشرط السادس وهو ما يخص إشراف شركة مختصة تهتم بالدوري السعودي وتنظيمه، والشرط العاشر : وهو أن يتحول النادي أو لعبة كرة القدم إلى مؤسسة أو شركة استثمارية أو مساهمة.

 
هناك بعض من تلك الشروط تحتاج إلى وقفة جادة خصوصا فيما يتعلق بتأسيس الشركات التجارية، حيث يتلخصالشرط العاشر في : (أن يكون جميع الأندية ذات كيانات تجارية تحت قانون البلد، وألا تكون عليها أي مبالغ مستحقة، وتسلم تقارير الأرباح والخسائر والميزانية إلى الأندية المنظمة للدوري).

نحن نعلم علم اليقين أن اتحاد الكرة كان ولايزال مصراً على المضي قدماً في تلبية متطلبات الاتحاد الآسيوي الاحترافية مهما كلف ذلك. يبقى أن نعرف هل فعلا أصبحت الأندية السعودية شركات ذات كيان تجاري؟ لذا من أجل تحقيق ذلك، فان الاحتراف بحاجة إلى قرار سياسي يضفي الطابع الرسمي على العملية ويمنح الثقة للأندية للتعاطي مع التجربة الجديدة. فرغم الترتيبات القانونية التي سنت من أجل تحويل الأندية إلى شركات يمتلكها القطاع الخاص إلا أن العملية لم تنضج بعد.