فعدم فهم الناس أرحم

  سأكون متفائلاً ولن اتوقف عن المحاولة الجادة ولن اخلد الى الراحة، وسيبقى جفن عيني يرتعش لليل نهار، فإن قسى اليوم رفيقي وصديقي وحبيبي وابن بلدي، فلطالما أهداني الحب والحنان، وإن غلف بالأحزان دربي، فقد أسبغ عليّ من السرور ألوان، فالعطاء حالة خاصة، حالة مجردة من الانانية الانسانية، نوع من السعادات طويلة الاجل، يشبه ان تتبرع بجزء منك وتفوح بجماله على الاخرين.

ولكني أدرك جيداً بأن لا شيء ينتظرني في نهاية هذا المطاف، وأعلم أن لا وعي يسيطر على اغلب تفكيري المشغول بقضايا الزمن وبمستقبل حبنا الكبير للبنفسج عشق الاحبة والمخلصين له، وان كأس الماء الذي لا يعجبني بين يديهم ليس هو السبب الذي يجعلني أصوم او ابحثُ عن شرابٍ أخر لذيذاً مذاقه، فـمن خلقت ملامحه من طينة عدم الرضا وعدم روح المساعدة والتضحية، ومن تبرعمت داخل اغصان قلبه حيلة البحث يستحيل أن يختار أي روحاً مخبأ لأسراره لطالما كان هذا حال من يسكن قلوبنا وارواحنا، فــأكتمُ جميع مشاعري الفياضة والمحبة نحوه لـتنطقه وسينطق الصمت بداخله فـيحكي لنا صمتاً وبصمت.

فـخيبات الأمل التي تصفعني من وقت لأخر، وتسكتُ انشودة الصباح بـداخلي مع نشوه كل صباح وتعويذة الدعاء التي يُرتلها قلبي مع عطر الأمل والتفاؤل في كل مساء، هي تهيئات لـروح صامته صمتت وهي تقاسي اشد أنواع التعب والمعاناة، تحسبُ أنهم يسمعون ما يدور بـخاطري المكسور ويتجاهلونه فـتنطوي روحي لـتشق جلباب الحزن ويلطمُ القلب باكياً لماذا ...؟ ومتى ...؟ وهل هناك بارقة أمل في المساعدة والتضحية؟ سؤال يقلق ويذك مضجعي ولم ارى أمل ينعش امالي في المضيء قدماً نحو بناء نادي نموذجي يحتضن بين جنباته كل ما يحتاجه اللاعب والمدرب والإداري والعامل من بنية تحتية اساسية.

حتى يشيعوه الى مثواه الاخير ويتلون وصيته ويجفُ ريق الشفاه فــتتجمد وتُطيل النظر إليهم، فلا نفس ينعش امالك ولا صوت مرتفع يجدد معنوياتك، فمواصلة المشوار اصبحت صعبة وشبه مستحيلة مع هذه الأوضاع وهذه الظروف المأساوية التي نعيشها مادياً ومعنوياً، ويعيشها الجميع داخل اروقة نادينا الحبيب.

فـصوتنا إن كان هناك صوتاً ينادي ولم أجد بعده إلا فراغ صمتِ عجيب، وحروف تكتب وتقرأ هنا وهناك، والسؤال لماذا؟ كان بين طيات الزمن انتظار جواب وانتظار متى؟  قد نسي البعض أن يقتطع تذكرة موعد مع الانتظار، وكان لـه قُصر حرفِ مهما تثاقلت معانيه داخل أرجوحة النفس فهو قليل حالِ معهم، لن ألوم سوى تلك الأربع الكلمات ولن انطق سواهم .... ”فعدم فهم الناس أرحم“.


إننا أمام امتحان بسيط في المقررات التي ينبغي مراجعتها، والسلوكيات التي يجب أن تسبغ تعاملنا، يجب أن تملأ المحبة والأخوة وروح السلام والمساعدة قلوبنا، كلما كنا يداً واحدة متشابكة، كلما استطعنا ان نحقق ما نسعى ونصبوا اليه.

التحدي الحقيقي هو أن ننجح في مواجهة هذه الاكراهات التي تبدو عسيرة، لكنها سهلة وبسيطة لمن يمتلك إيماناً حقيقياً وفهماً واضحاً وحباً لبلده وناديه وأهدافه التي تسعى للرقي والتقدم والازدهار بالنادي.

أياً كان القرار وكيفما يأتي ما بعد شهر رمضان المبارك، أعلنتُ الرضاء منذُ قبل ودثرتُ الأضلع بـالصبر الجميل واقسمتُ أن أبكي حتى تجفُ العين، وأن اصرخ حتى يئن ما بداخلي ويموت، فأقدارنا لم تكن يوماً بـمشيئتنا ولسنا من أنفسنا شيء، لأن الأيام كفيلة بكل شيء حتى الموت والحياة، فـأن مُتنا أو لم نمت هذا لا يعني أننا نتنفس بقدرٍ كافي، حتى يأتي ما بعد رمضان شهر الله الكريم من قرار لن انسى ما كان من قبل هذا اليوم من ود ومحبة واخلاص وتفان.

اللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا وذرياتنا، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا شاكرين لنعمك مثنيين بها عليك قابلين لها وأتممها علينا.

أجمل ما في الحياه انسان يـقرأك دون حـروف، يفـهمك دون كلام، يحبك دون مقابل، فكن تقياً ورعاً وصافي السريرة، حينذاك ستنال رضى الله جل جلاله، وتكون من أحسن البشر.  

محبكم عاشق الابتسام / فوزي أمان

عضو شرف